فِيهِ صَلَاحهمْ وَلَا يقدر على ان ينقص من نعيم اهل الْجنَّة ذرة لَان نعيمهم صَلَاح لَهُم وَالنُّقْصَان مِمَّا فِيهِ الصّلاح ظلم عِنْده وَلَا يقدر ان يزِيد فى عَذَاب اهل النَّار ذرة وَلَا على ان ينقص من عَذَابهمْ شَيْئا وَزعم ايضا ان الله تَعَالَى لَا يقدر على ان يخرج احدا من اهل الْجنَّة عَنْهَا وَلَا يقدر على ان يلقى فى النَّار من لَيْسَ من اهل النَّار وَقَالَ لَو وقف طِفْل على شَفير جَهَنَّم لم يكن الله قَادِرًا على القائه فِيهَا وَقدر الطِّفْل على القاء نَفسه فِيهَا وقدرت الزَّبَانِيَة ايضا على القائه فِيهَا ثمَّ زَاد على هَذَا بَان قَالَ ان الله تَعَالَى لَا يقدر على ان يعمى بَصيرًا اَوْ يزمن صَحِيحا اَوْ يفقر غَنِيا اذا علم ان الْبَصَر وَالصِّحَّة والغنى اصلح لَهُم وَكَذَلِكَ لَا يقدر على ان يغنى فَقِيرا اَوْ يصحح زَمنا اذا علم ان الْمَرَض والزمانة والفقر اصلح لَهُم ثمَّ زَاد على هَذَا ان قَالَ انه لَا يقدر على ان يخلق حَيَّة اَوْ عقربا اَوْ جسما يعلم ان خلق غَيره اصلح من خلقه وَقد أكفرته البصرية من الْمُعْتَزلَة فى هَذَا القَوْل وَقَالُوا ان الْقَادِر على الْعدْل يجب ان يكون قَادِرًا على الظُّلم والقادر على الصدْق يجب ان يكون قَادِرًا على الْكَذِب وان لم يفعل الظُّلم وَالْكذب لقبحهما اَوْ غناهُ عَنْهُمَا وَعلم بغناه عَنْهُمَا لَان الْقُدْرَة على الشَّيْء يجب ان يكون قدرَة على صده فاذا قَالَ النظام ان الله تَعَالَى لَا يقدر على الظُّلم وَالْكذب لزمَه