فتجيبه ثمَّ انه زعم ان الاله الازلى رجل من نور وانه يفنى كُله غير وَجهه وَتَأَول على زعم قَوْله {كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه} وَقَوله {كل من عَلَيْهَا فان وَيبقى وَجه رَبك} وَرفع خبر بَيَان هَذَا الى خَالِد بن عبد الله القشري فى زمَان ولَايَته فى الْعرَاق فاحتال على بَيَان حَتَّى ظفر بِهِ وصلبه وَقَالَ لَهُ ان كنت تهزم الجيوش بِالِاسْمِ الذى تعرفه فاهزم بِهِ اعوانى عَنْك وَهَذِه الْفرْقَة خَارِجَة عَن جَمِيع فرق الاسلام لدعواها الاهية زعيمها بَيَان كَمَا خرج عابدو الاصنام عَن فرق الاسلام وَمن زعم مِنْهُم ان بَيَانا كَانَ نَبيا فَهُوَ كمن زعم ان مُسَيْلمَة كَانَ نَبيا وكلا الْفَرِيقَيْنِ خارجان عَن فرق الاسلام وَيُقَال للبيانية اذا جَازَ فنَاء بعض الاله فَمَا الْمَانِع من فنَاء وَجهه فاما قَوْله كل شىء هَالك الا وَجهه فَمَعْنَاه رَاجع الى بطلَان كل عمل لم يقْصد بِهِ وَجه الله عز وَجل وَقَوله وَيبقى مَعْنَاهُ وَيبقى رَبك لانه قَالَ بعده ذُو الْجلَال والاكرام بِالرَّفْع على الْبَدَل من الْوَجْه وَلَو كَانَ الْوَجْه مُضَافا الى الرب لقَالَ ذى الْجلَال بخفض ذى لَان نعت المخفوض يكون مخفوضا وَهَذَا وَاضح فى نَفسه وَالْحَمْد لله على ذَلِك