قَوْلهم انه لَا مَعْلُوم الا من جِهَة الْحَواس وَقد ذهبت المانوية ايضا الى التناسخ وَذَلِكَ ان مانيا قَالَ فِي بعض كتبه إِن الارواح الَّتِى تفارق الاجسام نَوْعَانِ أَرْوَاح الصديقين وأرواح أهل الضَّلَالَة فأرواح الصديقين اذا فَارَقت أجسادها سرت فِي عَمُود الصُّبْح الى النُّور الذى فَوق الْفلك فَبَقيت فِي ذَلِك الْعَالم على السرُور الدَّائِم وأرواح أهل الضلال اذا فَارَقت الاجساد وأرادت اللحوق بِالنورِ الْأَعْلَى ردَّتْ منعكسة إِلَى السّفل فتتناسخ فِي أجسام الْحَيَوَانَات الى ان تصفو من شوائب الظلمَة ثمَّ تلتحق بِالنورِ العالى
وَذكر أَصْحَاب المقالات عَن سقراط وافلاطن واتباعهما من الفلاسفة انهم قَالُوا بتناسخ الْأَرْوَاح على تَفْصِيل قد حكيناه عَنْهُم فى كتاب الْملَل والنحل وَقَالَ بعض الْيَهُود بالتناسخ وَزعم انه وجد فِي كتاب دانيال ان الله تَعَالَى مسخ بخْتنصر فِي سبع صور من صور الْبَهَائِم وَالسِّبَاع وعذبه فِيهَا كلهَا ثمَّ بَعثه فِي آخرهَا موحدا وَأما أهل التناسخ فِي دولة الاسلام فان البيانية والجناحية والخطابية والروندية من الروافض الحلولية كلهَا قَالَت بتناسخ روح الاله فِي الائمة بزعمهم وَأول من قَالَ بِهَذِهِ الضَّلَالَة السبابية من الرافضة لدعواهم أَن عليا صَار الها حِين حل روح الاله فِيهِ