للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على ضلالتهما وَذكر أَصْحَاب التواريخ أَن دَعْوَة الباطنية ظَهرت أَولا فى زمَان الْمَأْمُون وانتشرت فى زمَان المعتصم وَذكروا انه دخل فى دعوتهم الافشين صَاحب جَيش المعتصم وَكَانَ مراهنا لبابك الخرمى وَكَانَ الخرمى مستعصيا بِنَاحِيَة البدين وَكَانَ أهل جبله خرمية على طَريقَة المزدكية فَصَارَت الخرمية مَعَ الباطنية يدا وَاحِدَة وَاجْتمعَ مَعَ بابك من أهل البدين وَمِمَّنْ انْضَمَّ اليهم من الديلم مِقْدَار ثلثمِائة الف رجل وَأخرج الْخَلِيفَة لقتالهم الافشين فَظَنهُ ناصحا للْمُسلمين وَكَانَ فى سره مَعَ بابك وتوانى فى الْقِتَال مَعَه ودله على عورات عَسَاكِر الْمُسلمين وَقتل الْكثير مِنْهُم ثمَّ لحقت الأمداد بالافشين وَلحق بِهِ مُحَمَّد بن يُوسُف الثغرى وابو دلف الْقسم بن عِيسَى العجلى وَلحق بِهِ بعد ذَلِك قواد عبد الله ابْن طَاهِر واشتدت شَوْكَة البابكية والقرامطة على عَسْكَر الْمُسلمين حَتَّى بنوا لانفسهم الْبَلدة الْمَعْرُوفَة ببيرزند خوفًا من بَيَان البابكية ودامت الْحَرْب بَين الْفَرِيقَيْنِ سِنِين كَثِيرَة الى ان أظفر الله الْمُسلمين بالبابكية فَأسر بابك وصلب بسر من رأى سنة ثَلَاث وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ ثمَّ اخذ أَخُوهُ اسحاق وصلب بِبَغْدَاد مَعَ المازيار صَاحب المحمرة بطبرستان وجرجان وَلما قتل بابك ظهر للخليفة غدر

<<  <   >  >>