للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على اكسابهم فَمن زعم ان الْعباد خالقون لاكسابهم فَهُوَ قدرى مُشْرك بربه لدعواه ان الْعباد يخلقون مثل خلق الله من الاعراض الَّتِى هى الحركات والسكون فى الْعُلُوم والارادات ولاقوال والاصوات وَقد قَالَ الله عز وَجل فى ذمّ اصحاب هَذَا القَوْل {أم جعلُوا لله شُرَكَاء خلقُوا كخلقه فتشابه الْخلق عَلَيْهِم قل الله خَالق كل شَيْء وَهُوَ الْوَاحِد القهار} وَمن زعم أَن العَبْد لَا استطاعة لَهُ على الْكسْب وَلَيْسَ هُوَ معامل وَلَا مكتسب فَهُوَ جبرى وَالْعدْل خَارج عَن الْخَبَر وَالْقدر وَمن قَالَ أَن العَبْد مكتسب لعمله وَالله سُبْحَانَهُ خَالق لكسبه فَهُوَ سنى عدلى منزه عَن الْجَبْر وَالْقدر وَأجْمع اهل السّنة على ابطال قَول أَصْحَاب التولد فى دَعوَاهُم ان الانسان قد يفعل فى نَفسه شَيْئا يتَوَلَّد مِنْهُ فعل فى غَيره خلاف قَول اكثر الْقَدَرِيَّة بَان الانسان قد يفعل فى غَيره افعالا تتولد عَن اسباب يَفْعَلهَا فى نَفسه وَخلاف قَول من زعم من الْقَدَرِيَّة ان المتولدات افعال لَا فَاعل لَهَا كَمَا ذهب اليه ثُمَامَة وَأَجْمعُوا على ان الانسان يَصح مِنْهُ اكْتِسَاب الْحَرَكَة والسكون والارادة وَالْقَوْل وَالْعلم والفكر وَمَا يجرى مجْرى هَذِه الاعراض الَّتِى ذَكرنَاهَا وعَلى انه لَا يَصح مِنْهُ اكْتِسَاب الالوان والطعوم والروائح والادراكات خلاف قَول بشر بن الْمُعْتَمِر واتباعه

<<  <   >  >>