يَتَجَادَلُونَ فِي الْقَدَرِ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْمَشِيئَةُ لَهُ دُونَ خَلْقِهِ وَالْمَشِيئَةُ إِرَادَةُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} فَأعْلم عزوجل أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ وَكَانَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ
وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْأَعَز بن الأسعد قَالَ أَنا الْحَسَنُ بْنُ عَليّ أَبُو مُحَمَّد قَالَ أَنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ أَنا عَبْدُ الرَّحْمَن بن أَبِي حَاتِم قَالَ ثَنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ حضرت الشَّافِعِي وَكَلمه رجل فِي الْمَسْجِد الْجَامِع فِي مسئلة فطال منَاظرته إِيَّاه فَخرج الرجل إِلَى شَيْء من الْكَلَام فَقَالَ لَهُ دع هَذَا فَإِن هَذَا من الْكَلَام
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بن أَبِي حَاتِم قَالَ الْحسن بن عَبْدِ الْعَزِيزِ الجروي كَانَ الشَّافِعِي ينْهَى النَّهْي الشَّديد عَن الْكَلَام فِي الْأَهْوَاء وَيَقُول أحدهم إِذا خَالفه صَاحبه قَالَ كفرت وَالْعلم إِنَّمَا يُقَال فِيهِ أَخْطَأت وَلَعَلَّ الشَّافِعِي رَحمَه اللَّه أَرَادَ أَن صَاحب الْكَلَام لَا يفلح فِي غَالب مظنونه إِذَا لم يتَعَلَّم من علم الْفِقْه مَا يصلح بِهِ أَمر دينه كَمَا أَرَادَ الزنْجِي بقوله لَهُ حِين رَآهُ ينظر فِي جُزْء مَعَه يشْتَمل على حَدِيث وجده فِيهِ أَو سَمعه وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفرج سعيد بن أبي الرجا بن أَبِي مَنْصُور الصَّيْرَفِي بأصبهان قَالَ أَنا أَبُو الْفَتْحِ مَنْصُور بن الْحُسَيْنِ بن عَليّ بن الْقسم الْكَاتِب وأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُود بن أَحْمَدَ الأديب قَالا أَنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن الْمقري قَالَ ثَنَا حُسَيْن بن مُحَمَّدِ بْنِ غوث الدِّمَشْقِي قَالَ سَمِعت الْمُزنِيّ يَقُول سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول مر بِي مُسلم بن خَالِد وأنَا أنظر فِي كتاب فَقَالَ مَا هَذَا يَا أَبَا عَبْد اللَّهِ قلت حَدِيث قَالَ لَيْسَ تفلح أبدا
وَإِنَّمَا أَرَادَ مُسلم الزنْجِي أَن صَاحب الحَدِيث إِذَا كَانَ يسمعهُ أَو يرويهِ وَهُوَ لَا يعرف
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute