للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدرس وَأفْتى واجتهد بِالْعبَادَة وَله ذهن ثاقب وفطنة كَامِلَة واجتهاد عَظِيم بالبحث عَن الْمسَائِل الدقيقة وَكَانَ كثير الصّيام وَالْقِيَام وَمن أَوْلِيَاء الله الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء الزاهدين وَظَهَرت لَهُ كرامات وَكتب هَذَا الْمَجْمُوع وَهُوَ فِي الْحَيَاة آخذ بِالزِّيَادَةِ من أَفعَال الْخَيْر

وَمِنْهُم الْمَشَايِخ الْفُضَلَاء الصلحاء بَنو سَلامَة وَقد ذكر الخزرجي بتاريخه الشَّيْخ رَضِي الدّين ابا بكر ابْن سَلامَة وَأثْنى عَلَيْهِ بِالْعلمِ وَالصَّلَاح وَأَنه ظَهرت لَهُ الكرامات وأرخ وَفَاته وَلم يزدْ على ذَلِك

ثمَّ خَلفه من بعده وَلَده النجيب الشَّيْخ الصارم الْعَالم الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد أخبر الثِّقَة عَنهُ أَنه كَانَ عَالما عَاملا جَامعا بَين طَريقَة الشَّرِيعَة والحقيقة وَغلب عَلَيْهِ علم الحَدِيث وَالتَّفْسِير والنحو واللغة لَهُ فِي ذَلِك الْيَد الطُّولى أَخذ الْعلم عَن جمَاعَة من الْعلمَاء فِي بَلَده وَغَيرهَا وأجازوا لَهُ فدرس وَأفْتى وَكَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر ويصدع بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم أخبر من يعرفهُ أَنه كَانَ أنصح الْأمة فِي وقته وَله مُصَنف سَمَّاهُ الرَّوْض الأغن فِي معرفَة الصَّالِحين بِأَرْض الْيمن دَامَ هَذَا الْفَقِيه على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي بِأول المئة التَّاسِعَة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ

وَمن بني سَلامَة الشَّيْخ الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن أبي بكر بن سَلامَة كَانَ مُجْتَهدا فِي الْعِبَادَة وَحكي أَن راتبه فِي كل يَوْم قِرَاءَة ختمة شريفة وَكَانَت لَهُ مُشَاركَة فِي علم الْفِقْه والْحَدِيث وَمَعْرِفَة تَامَّة فِي علم الْفَرَائِض والجبر والمقابلة وَعلم التصوف وَكتب الزّهْد وَمن مشايخه الشَّيْخ الْعَفِيف بن المسن صَاحب ذبحان ورزق هَذَا الشَّيْخ عفيف الدّين مَالا كثيرا وَكَانَ لَهُ الجاه العريض عِنْد أهل الْأَمر مسموح على أرضه من اسْم الْخراج وَنظر على رِبَاط الشَّيْخ الْوَلِيّ أَحْمد بن علوان بقرية

<<  <   >  >>