للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَنشر الْعلم وَكَانَ من أكَابِر الصَّالِحين بوقته يظْهر فِي وَجهه نور الْعِبَادَة وَالصَّلَاح من قيام اللَّيْل وَكَثْرَة التِّلَاوَة لكتاب الله تَعَالَى وَرُبمَا ختم فِي يَوْمه وَلَيْلَته ختمتين ورتب مدرسا فِي الْمدرسَة الياقوتية بقرية حيس فِي آخر عمره فدرس وَسكن هُنَالك إِلَى أَن توفّي بِشَهْر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وثمانمئة وَحمل فِي آخر رَمق من قَرْيَة حيس إِلَى الخوهة وَمَات وَدفن بهَا وَهِي قَرْيَة على مرحلة من حيس رَحمَه الله ونفع بِهِ آمين

وَأما ابْن أَخِيه الْفَقِيه رَضِي الدّين أَبُو بكر بن عمر الْآخِذ عَنهُ فَأخْبرت أَنه رجل مبارك قَامَ يمنصب أَهله وَكَانَت لَهُ عبَادَة وزهادة ومشاركة بِشَيْء من الْعُلُوم وَهُوَ فِي قيد الْحَيَاة عِنْد جمع هَذَا الْمَجْمُوع

وَمن أهل هَذِه الْقرْيَة الْمَذْكُورَة الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر الشَّيْبَانِيّ كَانَ فَقِيها ورعا أَخذ الْفِقْه عَن الإِمَام رَضِي الدّين أبي بكر بن أَحْمد بن دعسين الْمُقدم الذّكر وَأخذ بالنحو عَن الإِمَام جمال الدّين الْمَقْدِسِي واشتهر بِعلم النَّحْو وَكَانَ متواضعا لَا يَأْكُل إِلَّا من عمل يَده يشْتَغل القفاع من خوص الدوم ويحملها على ظَهره من الخوهة إِلَى حيس فيبيعها ويقتات من ثمنهَا وَكَانَ لَهُ فِي مقدم رَأسه غرَّة من الشّعْر فَرَأى بعض الأخيار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام وَهُوَ يقبله فِي تِلْكَ الْغرَّة فجَاء إِلَيْهِ صَاحب الرُّؤْيَا وَقصد الْفَقِيه وَقَبله فِي الْموضع الَّذِي رأى فِي الْمَنَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبله وبشره بالرؤيا وَكَانَ لَهُ غنيمات يرعاهن وَلَده على سَاحل الْبَحْر فَخرجت العبيد أَيَّام فتنتهم يُرِيدُونَ النهب من الخوهة وساحلها فَلَمَّا علم بهم خرج

<<  <   >  >>