للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمر بن مشمر كتب إِلَيّ صَاحِبي الشَّيْخ جمال الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم المغربي لما سَأَلته عَنهُ فَقَالَ هُوَ الشَّيْخ الْعَالم الإِمَام جَامع أشتات الْفَضَائِل لوذعي ألمعي أريحي ذكي حبر صمصامة عالي النّسَب شامخ الْبَنَّا وينسب إِلَى عك وَكَانَ لأسلافه الشل والحط لم يزل مجدهم يتوارثه الْأَعْيَان إِلَى الْآن على من حَولهمْ من الْعَرَب وإليهم الْأَمر وَالنَّهْي وَسَائِر الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة فِي بلدهم وَلَهُم الدولة على من حَولهمْ من الْعَرَب ولد الشَّيْخ سعيد الْمَذْكُور سنة إِحْدَى عشرَة وثمانمئة فَلَمَّا كبر كَانَ لَهُ من البراعة وسجية الطوية واللسن الفصيح وَالْقَوْل الصَّرِيح مَا يبتهج بِهِ النَّاظر ويفرح بِهِ الخاطر وَفِيه من الْوَفَاء والإنصاف وَشرف النَّفس وعلو الهمة مَا يسْتَوْجب بِهِ الْحبّ وَله الْمُشَاركَة العجيبة التَّامَّة فِي أَنْوَاع شَتَّى من الْعُلُوم وَلَا يفقد عِنْد كل فن من الْفُنُون لطيف الشَّمَائِل عذب المراسن متسع المحاسن وَإِذا دَعَا النّظم أَجَابَهُ وَله اشْتِغَال فِي علم العقائد وَالْفُرُوع وَلَا يَخْلُو من التَّصَرُّف بالحروف ويكتسب من الأوفاق وَهُوَ من التَّوَاضُع على جَانب عَظِيم لم يرض بالاشتهار بِشَيْء من المصنفات مَعَ كَمَاله وَإِذا قيل لَهُ فِي ذَلِك قَالَ أَنا اقل وأحقر مسكني على سَاحل الْبَحْر وقوتي السّمك فَمن أَيْن أتأهل للتصنيف

قَالَ الْفَقِيه جمال الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشماع الْمُقدم ذكره وَلَوْلَا كَرَاهَة التَّطْوِيل لحكيت من حَاله ضعف ذَلِك وَله فِي المحاورة والحجج الدامغة مَا يعجز عِنْدهَا الْفضل بن الرّبيع قد ظَهرت لَهُ كرامات وفضائل وَأُمُور عَجِيبَة ذكرت بَعْضهَا فِي الأَصْل وَهُوَ فِي قيد الْحَيَاة عِنْد جمع هَذَا الْمُخْتَصر

<<  <   >  >>