للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجلا من الْفُقَهَاء والقضاة المنتفعين وَكَانَ ثبتا فِي الْجَواب محققا للْمَذْهَب والأقوال وَالْوُجُوه خُصُوصا فِي التَّنْبِيه والمهذب وَالْحَاوِي وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي شهر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَثَلَاثِينَ وثمانمئة شَهِيدا من ألم الطَّاعُون وقبره أَعلَى قبر الشَّيْخ حسام الدّين مِمَّا يَلِي الْمشرق وَلم يمرض بل رُؤِيَ وَقت الضُّحَى يَوْم وَفَاته مارا فِي الطَّرِيق فِي رحبة بَيته عِنْد الْمدرسَة البدرية الَّتِي عِنْد بَيته وَلم يشتك شَيْئا وَكَانَت وَفَاته وَقت الظّهْر من ذَلِك الْيَوْم

وَتُوفِّي وَلَده الْفَقِيه صفي الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد الْكَاهِلِي بعد وَفَاة أَبِيه بأيام يسيرَة وَقد كَانَ انْتفع بِالْقِرَاءَةِ على وَالِده ودرس وَأفْتى وَدفن عِنْد قبر وَالِده رحمهمَا الله تَعَالَى ونفع بهما تَعَالَى فَإِذا طلع الزائر إِلَى المشهد من زِيَارَة قبر الشَّيْخ حسام الدّين على الطَّرِيق الْيُمْنَى فَوق الْمَكَان الَّذِي ينزل فِيهِ السَّيْل هُنَاكَ فَأول مَا يلقى من الْمَذْكُورين بِهَذَا التَّارِيخ قَبره

وَمِنْهُم شَيخنَا الإِمَام الْعَلامَة صفي الدّين أَحْمد بن عبد الله الْكَاهِلِي كَانَ رَحمَه الله عَالما عابدا أَخذ الْفِقْه عَن وَالِده الإِمَام عفيف الدّين الْمَذْكُور وَعَن خَاله الإِمَام صفي الدّين أَحْمد بن حسن البريهي وَسمع من الإِمَام جمال الدّين الريمي وَالْإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي بعض كتب الحَدِيث وَله مَشَايِخ غير من ذكرنَا وَكَانَ لَهُ اجْتِهَاد فِي الدَّرْس عِنْد الطّلب للْعلم على مشايخه كَمَا أَخْبرنِي من لَفظه إِن وَالِده كَانَ لَا يقرئه شَيْئا من الْمُهَذّب إِلَّا بعد عرضه لذَلِك عَن ظهر الْغَيْب قَالَ وَمن كَانَ يعجز عَن الْحِفْظ يقْرَأ درسه أَرْبَعِينَ شرفا وَكَانَ للفقيه صفي الدّين أوراد وأدعية وأذكار ورواتب يعجز عَنْهَا أَكثر أهل الْعَصْر وَكَانَ ذَا صِيَام وَقيام وصبر وَخير ظَاهر مَتى شِئْت رَأَيْته فِي النَّهَار صَائِما وجدته كَذَلِك أَو فِي اللَّيْل قَائِما وجدته كَذَلِك امتحن

<<  <   >  >>