للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها ضرورة التدرج بالناس من دحض الجاهلية إلى علو المثالية الإسلامية. ومعرفة ما وقع فيه النسخ من الحديث علم مهم لا ينهض به إلا كبار أئمة الفقه.

قال الزهري: "أعيى الفقهاء وأعجزهم أن يعرفوا ناسخ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من منسوخه".

ومر علي رضي الله عنه على قاص، فقال: "تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا، قال: هلكت وأهلكت" (١).

ويعرف النسخ بأمور:

منها -أن يثبت بتصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، كحديث "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها". أخرجه مسلم وغيره (٢).

ومنها -ما يعرف بأخبار الصحابي، كحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار" أخرجه أبو داود والنسائي (٣).

ومنها -ما يعرف بالتاريخ، كحديث شداد بن أوس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أفطر الحاجم والمحجوم" (٤) وحديث ابن عباس "أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم" (٥).


(١) الاعتبار: ٦، ونحوه عن ابن عباس للطبراني مجمع الزوائد: ١: ١٥٤، وانظر جمع الفوائد: ١: ٥١.
(٢) مسلم: ٣: ٦٥، وأبو داود: ٣: ٢١٨، وانظر الترمذي: ١: ١٢٥. والنسائي: ٤: ٧٣. وابن ماجه: ١٥٧١.
(٣) أبو داود: ١: ٤٩. والنسائي: ١: ٩٠. وصححه ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما.
(٤) الترمذي في الصوم: ١: ٩٦. وأبو داود: ٢: ٣٠٨. وابن ماجه: ١: ٥٣٧.
(٥) أخرجه البخاري في الطب: ٧: ١٢٥.

<<  <   >  >>