وَلما مَاتَ شبديز لم يَجْسُر أحد على نعيه إِلَيْهِ فضمن صَاحب الدَّوَابّ للفلهيد المغنى مَالا وَسَأَلَهُ أَن يعرض لأبرويز بِمَوْت شبديز فَقَالَ وَهُوَ يُغْنِيه فى مَجْلِسه
(شبديز لَا يسْعَى وَلَا ... يرْعَى وَلَا ينَام)
فَقَالَ أبرويز قد مَاتَ إِذا فَقَالَ الفلهيد من الْملك سَمِعت ثمَّ كَانَ أبرويز بعد لَا يحملهُ إِلَّا فيل من أفيلته كَانَ يجمع وطاءة ظهر الْفِيل وَثيَاب قوائمه من الوحل وَأمن رَاكِبه من العثار ولين مَشْيه وَبعد خطوته وَكَانَ ألطفها بدنا وأعدلها جسما
٥٥٣ - (اشقر مَرْوَان) هَذَا فرس مَشْهُور كَانَ لمروان بن مُحَمَّد آخر مُلُوك بنى مَرْوَان وَكَانَ يعدل شبديز أبرويز فى الْحسن وَالْكَرم وَاسْتِيفَاء أَقسَام الْجَوْدَة وَالْعِتْق ثمَّ فى اشتهار الذّكر حَتَّى صَار مثلا لكل طرف عَتيق وَفرس كريم
وأخبرنى أَبُو النَّصْر الْمَرْزُبَان قَالَ سَمِعت أَبَا حَاتِم الْوراق يَقُول قَرَأت فى بعض الْكتب أَن مَرْوَان كَانَ يبتهج بِهِ كأبتهاجه بِعَبْد الحميد الْكَاتِب والبعلبكى الْمُؤَذّن وَسَلام الحادى وكوثر الْخَادِم وكل وَاحِد مِنْهُم فى فنه فَرد فى جنسه لم ير مثله وَكَانَ يباهى بالأشقر فَيَقُول كالأشقر وَيقرب مربطه ويبالغ فى إكرامه وَالْعرب تتشاءم بالأشقر فَتَقول كالأشقر ان تقدم نحر وَإِن تَأَخّر عقر وَيُقَال إِن مَرْوَان أدْركهُ شُؤْم الْأَشْقَر كَمَا اِدَّرَكَ لَقِيط ابْن زُرَارَة يَوْم جبلة شُؤْم اشقر كَانَ تَحْتَهُ وَكَانَ يَقُول اشقر إِن تتقدم تنحر وَإِن تتأخر تعقر