للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦٤٩ - (ظباء مَكَّة) يضْرب بهَا الْمثل فى الْأَمْن لِأَنَّهَا لَا تهاج وَلَا تصاد فى الْحرم لمجاورتها الْحرم فهى ترتع وتلعب آمِنَة وَقد ضرب بهَا الْمثل عبد الله بن حسن بن حسن فَأحْسن فى قَوْله يصف نسْوَة

(أنس حرائر مَا هممن بريبة ... كظباء مَكَّة صيدهن حرَام)

(يَحسبن من لين الْكَلَام زوانيا ... ويصدهن عَن الْخَنَا الْإِسْلَام)

٦٥٠ - (جآذر جاسم) يُقَال جآذر جاسم كَمَا يُقَال وَحش وجرة وللقاضى أَبى الْحسن فصل فى ذكرهمَا لم أر احسن وابلغ وَلَا اكفى وأشفى مِنْهُ وَهُوَ قد علمت أعزّك الله أَن الشُّعَرَاء قد تداركوا عُيُون الجآذر ونواظر الغزلان حَتَّى إِنَّك لَا تكَاد تَجِد قصيدة نسيب تَخْلُو مِنْهُ إِلَّا النَّادِر والفذ وَمَتى جمعت ذَلِك ثمَّ قرنت إِلَيْهِ قَول امْرِئ الْقَيْس

(تصد فتبدى عَن أسيل وتتقى ... بناظرة من وَحش وجرة مطفل)

وقابلته بقول عدى بن الرّقاع

(فَكَأَنَّهَا بَين النِّسَاء أعارها ... عَيْنَيْهِ احور من جآذر جاسم)

رَأَيْت إسراع الْقلب إِلَى قبُول هذَيْن الْبَيْتَيْنِ وتبينت قربهما مِنْهُ وَالْمعْنَى وَاحِد وَكِلَاهُمَا خَال من الصَّنْعَة بديع من البديع إِلَّا مَا حسن من الِاسْتِعَارَة اللطيفة الَّتِى كسته هَذِه الْبَهْجَة هَذَا وَقد تخَلّل كل وَاحِد مِنْهُمَا من حَشْو الْكَلَام مَا لَو حذف لاستغنى عَنهُ ومالا فَائِدَة فى ذكره لِأَن امْرأ الْقَيْس قَالَ من

<<  <   >  >>