ودعا رجل لبَعض الْمُلُوك فَقَالَ جعل الله جرأتك جرْأَة ذُبَاب وقوتك قُوَّة نملة وكيدك كيد امْرَأَة فَغَضب الْملك من قَوْله فَقَالَ لَهُ على رسلك أَيهَا الْملك إِنَّه يبلغ من جرْأَة الذُّبَاب أَن يَقع على أنف الْملك ويبلغ من قُوَّة النملة أَن تحمل أَضْعَاف وَزنهَا والفيل لَا يسْتَقلّ بِبَعْض ذَلِك ويبلغ من كيد الْمَرْأَة مَالا يبلغهُ دهاة الرِّجَال
٧٠٤ - (شم الذّرة) قَالَ الجاحظ للذرة مَعَ لطافة شخصها وخفة وَزنهَا من الشم والاسترواح مَا لَيْسَ لشئ وَرُبمَا أكل الْإِنْسَان الْجَرَاد أَو مَا يُشبههُ فَتسقط من يَده وَاحِدَة أَو رجل وَاحِدَة مِنْهَا وَلَيْسَ يرى بِقُرْبِهِ ذرة وَلَا لَهُ بالذر عهد فى ذَلِك الْمنزل فَلَا يلبث أَن يرى الذّرة قد أَقبلت إِلَى تِلْكَ الجرادة