للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الدَّهْر مَعَه من بغيته وَلَا يجير عَلَيْهِ من اعْتقد لَهُ مَعْصِيَته وَلَا يحصن الدرْع مِنْهُ مهجة من خَالفه وَلَا يعصمه من الْهَلَاك إِذا أَرَادَهُ

١٨ - الْغَرِيب الْحلَل جمع حلَّة وَقَالَ أَبُو عبيد الْحلَل برود الْيمن والحلة إِزَار ورداء أَو لَا يُسمى حلَّة حَتَّى يكون ثَوْبَيْنِ الْمَعْنى يَقُول إِذا خلعت عَلَيْهِ حلَّة من شعري وألبسته ثوبا من مدحي وجدت تِلْكَ الْحلَّة قد تزينت بفضله وَذَاكَ الْمَدْح متشرفا بِقَدرِهِ فَهُوَ يرفع الشّعْر فَوق رفعته لَهُ ويزين الْمَدْح أَكثر من تزينه بِهِ وَالْمعْنَى أَن عرضه أحسن من الْحلَل وَأَن الْمَدْح يتزين بِهِ وَهُوَ مَنْقُول من قَول اللطائي

(وَلْم أمْدَحْكَ تَفْخِيما لشِعْرِي ... وَلَكِنِّي مَدَحْتُ بِكَ المَدِيحا)

وروى ابْن جنى فِي بعض رواياته جعلت بَدَلا من خلعت وَفِيه نظر إِلَى قَول الْحَكِيم إِذا تجردت الطَّائِف من الشكوك كست الصُّورَة رونقا والرونق الْحسن

١٩ - الْغَرِيب الغبي الْجَاهِل غَنِي يغبى غبا وغباوة والجعل دويبة مَعْرُوفَة تأوى فِي النَّجَاسَات الْمَعْنى يَقُول إِذا أنْشد شعري بعد على فهم الْجَاهِل وَأثر ذَلِك فِي نَفسه وانكشف لَهُ قدر تَقْصِيره واستضر بِحسن قولي وبديع شعري كَمَا يستضر الْجعل برياح الْورْد الَّتِي تؤذيه وتقتله لمضادته لَهَا وَالْمعْنَى إِنَّمَا يعرف شعري وجودته وجوهره من هُوَ صَحِيح الْفِكر وَإِن كَانَ ضد ذَلِك إِنَّمَا نَالَ مِنْهُ كَمَا ينَال الْجعل من الْورْد إِن كَانَ مستلذا فِي الْحَقِيقَة فَشبه شعره بالورد وحاسده بالجعل وَهَذَا من قَول الْحَكِيم الْأَلْفَاظ المنطقية مضرَّة بذوي الْجَهْل لنبو إحساسهم عَنْهَا

٢٠ - الْغَرِيب تَقول زيد خير الرِّجَال وَهِنْد خيرة النِّسَاء قَالَ الله تَعَالَى {فِيهِنَّ خيرات} قيل هُوَ جمع خير وَقيل بل هُوَ جمع خيرة والدول جمع دولة الْمَعْنى يَقُول لقد رَأَتْ كل عين من جمالك مَا بهرها وَمن جلالك مَا ملأها وجربت خيرة الدول أَي أفضل الدول مِنْك أفضل السيوف

٢١ - الْمَعْنى يَقُول لَا تمل من حَرْب وَلَا تزل فِي رَأْي يَقُول مَا تكشف الْأَعْدَاء مِنْك بطول ممارستها مللا فِي حربها وَلَا أبدت الآراء مِنْك زللا مَعَ تزاحمها

<<  <  ج: ص:  >  >>