للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْمَعْنى يَقُول كم رجال بِلَا أَرض لكثرتهم وازدحامهم عَلَيْهَا فقد ضَاقَتْ بهم أفنيتهم حَتَّى أخليت أَرضهم مِنْهُم فَصَارَت قفرا بِلَا رجل وَالْمعْنَى كم جمع جمعه الْأَعْدَاء لَك تغيب الأَرْض من كَثْرَة رِجَاله وتخفى عَن الْأَبْصَار بتزاحم جموعه حَتَّى كَأَنَّهُمْ رجال بِلَا أَرض قَتلتهمْ فَتركت جموعهم أَرضًا بِلَا رجل وَفِيه نظر لِكَثْرَة الْجَيْش إِلَى قَول حبيب فِي صفة الْجَيْش

(مَلأَ المَلا عُصَبا فَكادَ بأنْ يُرَى ... لَا خَلْفَ فِيْهِ وَلا لَهُ قُدَّامُ)

٢٣ - الْغَرِيب الطّرف الْفرس الْكَرِيم والثمل والثامل بِمَعْنى وَهُوَ السَّكْرَان وثمل ثملا إِذا أَخذ فِيهِ الشَّرَاب فَهُوَ ثمل الْمَعْنى يَقُول مَا زَالَ فرسك يَخُوض فِي دِمَائِهِمْ ويعثر بالقتلى حَتَّى مَشى بك مَشى السَّكْرَان متعثرا يُرِيد أَن حَرَكَة الدَّم بكثرته أمالته عَن سنَن جريه فَمشى مَشى السَّكْرَان وَالْمعْنَى أَن فرسك مازال يطَأ فِي دِمَائِهِمْ ويقتحم معركتهم حَتَّى أزلقته الدِّمَاء بكثرتها فَمشى مشي السَّكْرَان الَّذِي لَا يثبت بِنَفسِهِ وَلَا يطمئن فِي مَشْيه

٢٤ - الْغَرِيب الجذل الْفرج وجذل بِالْكَسْرِ يجذل فَهُوَ جذلان وأجذله غَيره أَي أفرحه واجتذل أَي ابتهج الْإِعْرَاب يرْوى الناظرين على التَّثْنِيَة ويروى بِفَتْح النُّون لجَماعَة النظار إِلَيْهِ الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح لَهُ تحكم عَيناهُ فِيمَا تريانه وَله يحكم قلبه فِي الجذل وَهُوَ الْفَرح وَقَالَ الْخَطِيب يَعْنِي بالناظرين ناظري الممدوح فِيمَا يرَاهُ وَحكم الْقلب الْفَرح فَإِذا تمنى قلبه شَيْئا وصل إِلَيْهِ وَمن روى الناظرين يُرِيد أَنهم المنجمون وَله معنى وَلَا يَنْبَغِي أَن يعدل عَن الأول لِأَن قَوْله حكم الْقلب يشْهد أَن الناظرين عينا الممدوح وَقَالَ ابْن الأفليلي وَله حكم ناظريه أَن لَا يريهما الله إِلَّا مَا يسره وَحكم نَفسه أَلا يعرفهُ الله إِلَّا مَا يفرحها من نصر وظفر بالأعداء وَقَالَ الواحدي الحكم هَاهُنَا اسْم للْمَفْعُول لَا للْفِعْل فَإِن النَّاس مسنتوون فِي أَفعَال نواظرهم وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُونَ فِي الْمَحْكُوم بِهِ يَقُول مَا حكم بِهِ ناظرك اسْتِحْسَانًا فَهُوَ لَك لَا يعارضك فِيهِ مَانع وَكَذَلِكَ الحكم فِيمَا يسره

<<  <  ج: ص:  >  >>