للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- ١ الْمَعْنى يَقُول بِنَا مِنْك أَي من حزنك وَالْغَم عَلَيْك فَحذف الْمُضَاف كَقَوْل زُهَيْر بن أبي سلمى

(أمِنْ أُمّ أوْفَي دِمِنَةٌ لْم تَكَلَّمِ ... )

أَرَادَ أَمن دمن أم أوفي دمنة وَالْمعْنَى بِنَا مِنْك وَنحن فَوق الرمل يُرِيد الأَرْض مَا بك وَأَنت تحتهَا يُرِيد إِنَّا أموات حزنا عَلَيْك ونبلى كَمَا أَنْت ميت تحتهَا تبلى وَفسّر المصراع الأول بِالثَّانِي فَقَالَ الْحزن يهزل ويبلى كَمَا يبْلى الْمَوْت وَقد نَقله من قَول يَعْقُوب بن الرّبيع يرثى جَارِيَة لَهُ تسمى ملكا

(يَا مَلْكُ إِن كُنتِ تحتَ الأرْضِ بالِيَةً ... فإنَّنِي فَوْقَها بالٍ مِنَ الْحَزَنِ)

٢ - الْغَرِيب الْحمام الْمَوْت والثكل فقد الحبيب الْعَزِيز الْمَعْنى يَقُول كَأَنَّك أَبْصرت الَّذِي أبقاه من الْحزن عَلَيْك وأقاسيه من الوجد بك وَعلمت أَن الدُّنْيَا مجبولة على فقد الْأَحِبَّة وإعدام الأعزة فآثرت الْمَوْت على الثكل واخترت الْمَوْت على الْحزن وَقَوله وقزله وَخِفته يدل على تَعْظِيم مَا هُوَ فِيهِ وترجيحه على الْمَوْت

٣ - الْغَرِيب الغانيات جمع غانية وَهِي الَّتِي غنيت بحسنها عَن التحسين وَقيل هِيَ الَّتِي غنيت بزوجها قَالَ جميل

(أُحِبُّ الأَيامَى إذَا بُشَيْنَةُ أيّمُ ... وأحْبَبْتُ لَمَّا أنْ غَنِيْتِ الغَوَانيا)

وَالْعين النجلاء الواسعة الْحَسَنَة وَالْجمع نجل الْمَعْنى يَقُول تركت خدود الغانيات من نوادبك والمنعمات والمنعمات من بواكيك وفوقها جموع مسفوحة عَلَيْك منهملة بمصابك كَأَنَّهَا تذيب الْحسن بفيضها وَوجه إذابة الدمع أَنه يفْسد الْعين بِكَثْرَة الْبكاء كَقَوْل الآخر

(أليسَ يَضرُّ العَينَ أنْ يَكثُرَ البُكا ... ويُمْتَعَ عَنْها نَوْمُها وَهُجودُها)

<<  <  ج: ص:  >  >>