قسم الْخَواص وَهُوَ أَن سَبَب خَوفه من الله تَعَالَى وتعظيمه وَأَنه لَو قدر أَي فرض خلوه عَن الْخَوْف لم تقع مِنْهُ مَعْصِيّة فَكيف وَالْخَوْف مَعَ ذَلِك حَاصِل لَهُ وَهَذِه الْمَسْأَلَة كالمستثناة من حكم لَو وَهُوَ أَنَّهَا إِذا دخلت على مُثبت صيرته منفيا وَإِذا دخلت على منفي صيرته مثبتا وَكَذَا حكم جوابها وَمن هُنَا أَي من أجل أَنه لَا يلْزم من امْتنَاع الْمُقدم امْتنَاع التَّالِي فِي نَحْو لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ تبين فَسَاد قَول المعربين أَن لَو حرف امْتنَاع للجواب لِامْتِنَاع الشَّرْط وَالصَّوَاب أَنَّهَا لَا تعرض لَهَا إِلَى امْتنَاع الْجَواب أصلا وَلَا إِلَى ثُبُوته وأنما لَهَا تعرض لِامْتِنَاع الشَّرْط فَقَط فَإِن لم يكن للجواب سَبَب سوى ذَلِك الشَّرْط لَا غير بِحَيْثُ لَا يخلفه غَيره لزم من انتفائه أَي الشَّرْط انتفاؤه أَي الْجَواب نَحْو لَو كَانَت الشَّمْس طالعة لَكَانَ النَّهَار مَوْجُودا فَيلْزم من انْتِفَاء الشَّرْط وَهُوَ طُلُوع الشَّمْس انْتِفَاء الْجَواب وَهُوَ وجود النَّهَار
وَإِن خلف الشَّرْط غَيره بِأَن كَانَ لَهُ أَي للجواب سَبَب آخر غير الشَّرْط لم يلْزم من انتفائه أَي الشَّرْط انْتِفَاء الْجَواب وَلَا ثُبُوته لِأَنَّهَا لَا تعرض إِلَى امْتنَاع الْجَواب وَلَا إِلَى ثبوتة نَحْو لَو كَانَت الشَّمْس طالعة كَانَ الضَّوْء مَوْجُودا
فَأَنَّهُ لَا يلْزم من انْتِفَاء طُلُوع الشَّمْس انْتِفَاء وجود الضَّوْء وَلَا ثُبُوته وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ نعم العَبْد صُهَيْب لَو لم يخف الله لم يَعْصِهِ وَتقدم تَوْجِيهه