وَبئسَ إِذا وَقع بعْدهَا اسْم أَو فعل فَالْأول نَحْو قَوْله {فَنعما هِيَ} وَالثَّانِي كَقَوْلِك نعم مَا صنعت فَمَا فِي المثالين نكرَة تَامَّة مَنْصُوبَة الْمحل على التَّمْيِيز للضمير الْمُسْتَتر فِي نعم الْمَرْفُوع على الفاعلية
والمخصوص بالمدح فِي الْمِثَال الأول مَذْكُور أَي نعم شَيْئا هِيَ وَفِي الْمِثَال الثَّانِي مَحْذُوف وَالْفِعْل وَالْفَاعِل صفته أَي نعم شَيْئا شَيْء صَنعته
وَالْخلاف فِي الأول ثَلَاثَة أَقْوَال وَفِي الثَّانِي عشرَة أَقْوَال أتركها خوف الإطالة
والموضع الثَّانِي من الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة قَوْلهم إِذا أَرَادوا الْمُبَالغَة فِي الْإِكْثَار من فعل إِنِّي مِمَّا أَن أفعل فخبر إِن مَحْذُوف وَمن مُتَعَلقَة بِهِ وَمَا نكرَة تَامَّة بِمَعْنى أَمر وَأَن وصلتها فِي مَوضِع جر بدل من مَا أَي إِنِّي مَخْلُوق من أَمر ذَلِك الْأَمر هُوَ فعلي كَذَا وَكَذَا
وَزعم السيرافي وَابْن خروف وتبعهما ابْن مَالك وَنَقله عَن سِيبَوَيْهٍ أَن مَا معرفَة تَامَّة بِمَعْنى الْأَمر وَأَن وصلتها مُبْتَدأ والظرف خَبره وَالْجُمْلَة خبر إِن أَي إِنِّي من الْأَمر فعلى كَذَا وَكَذَا وَالْأول أظهر وَذَلِكَ لِأَنَّهُ على سَبِيل الْمُبَالغَة مثل {خلق الْإِنْسَان من عجل} جعل الْإِنْسَان لمبالغته فِي العجلة كَأَنَّهُ مَخْلُوق مِنْهَا وَيُؤَيِّدهُ أَن بعده فَلَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute