للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرَّازِيّ وَأَنت قد علمت أَن الإِمَام الرَّازِيّ بَرِيء من ذَلِك والتوجيه الْمَذْكُور للْإِمَام الرَّازِيّ فِي الْآيَة بَاطِل لأمرين

أَحدهمَا أَن مَا الاستفهامية إِذا خفضت وَجب حذف ألفها فرقا بَين الِاسْتِفْهَام وَالْخَبَر نَحْو {عَم يتساءلون} وَمَا فِي الْآيَة ثَابِتَة الْألف وَلَو كَانَت استفهامية لحذفت ألفها لدُخُول حرف الْخَفْض عَلَيْهَا وَأجِيب بِأَن حذف ألف مَا الاستفهامية إِذا دخل الْخَافِض اكثري لَا دائمي فَيجوز إِثْبَاتهَا للتّنْبِيه على إبْقَاء الشَّيْء على أَصله وعورض بِأَن إِثْبَات الْألف لُغَة شَاذَّة لَا يحسن تَخْرِيج التَّنْزِيل عَلَيْهَا

وَالْأَمر الثَّانِي أَن خفض رَحْمَة حِينَئِذٍ أَي حِين إِذْ قَالَ إِن مَا الاستفهامية يشكل على الْقَوَاعِد لِأَنَّهُ أَي خفض رَحْمَة لَا يكون بِالْإِضَافَة إِذْ لَيْسَ فِي أَسمَاء الِاسْتِفْهَام مَا يُضَاف إِلَّا أَي عِنْد النُّحَاة الْجَمِيع وَكم عِنْد أبي إِسْحَق الزّجاج وَلَا يكون خفضها بالإبدال من مَا وَذَلِكَ لَا يجوز لِأَن الْمُبدل من اسْم الِاسْتِفْهَام لَا بُد أَن يقْتَرن بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام إشعارا بتعلق معنى الِاسْتِفْهَام بِالْبَدَلِ قصدا واختصت الْهمزَة بذلك لِأَنَّهَا أصل الْبَاب ووضعها على حرف وَاحِد نَحْو كَيفَ أَنْت اصحيح أم سقيم وَرَحْمَة لم تقترن بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام فَلَا تكون بَدَلا من مَا وَلَا يكون خفضها على أَن تكون رَحْمَة صفة ل مَا لِأَن مَا لَا تُوصَف إِذا كَانَت شَرْطِيَّة أَو استفهامية وكل مَا لَا يُوصف لَا يكون لَهُ صفة فَوَجَبَ أَلا يكون صفة لما وَلَا يكون خفضها

<<  <   >  >>