للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نهى صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم عَن المخاضرة.

خضر وَهِي بيع الثِّمَار خضرًا لمَّا يبد صَلَاحهَا. قَالَ أَبُو سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ يَوْم فتح مَكَّة: يَا رَسُول الله قد أبيحت خضراء قُرَيْش وَلَا قِرْش بعد الْيَوْم. هِيَ جَمَاعَتهمْ وكثرتهم سميت بذلك من الخضرة الَّتِي بِمَعْنى السوَاد كَمَا قيل لَهَا سَواد ودهماء وَمثلهَا تسميتهم اللَّبن الْمَخْلُوط بِالْمَاءِ خضاراً كَمَا سموهُ سماراً شبهوها فِي تكاثفها وترادفها بِاللَّيْلِ المظلم وَقد صَرَّحُوا بذلك فَقَالُوا: أَقبلُوا كالليل المظلم. وَقَالَ: ... زنحن كاللَّيل جاشَ فِي قتمه ... وَمِنْه حَدِيثه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي فتح مَكَّة: إِنَّه أَمر الْعَبَّاس أَن يحبس أَبَا سُفْيَان بمضيق الْوَادي حَيْثُ تمر بِهِ الْكَتَائِب فحبسه حَتَّى مر الْمُسلمُونَ وَمر رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَآله وَسلم فِي كتيبته الخضراء. هِيَ الَّتِي غلبها سَواد الْحَدِيد كَمَا قيل الجأواء. وَمِنْه حَدِيث زيد بن ثَابت رَضِي الله عَنهُ: إِن الْحَارِث بن حَكِيم تزوج امْرَأَة أعرابية فَدخل عَلَيْهَا فَإِذا هِيَ خضراء فكرهها وَلم يكشفها فَطلقهَا فَأرْسل مَرْوَان فِي ذَلِك إِلَى زيد فَجعل لَهَا صَدَاقا كَامِلا. الصَدَاق بِالْكَسْرِ أفْصح عَن أَصْحَابنَا الْبَصرِيين. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: أجلسونى فِي المخضب فاغسلونى.

خضب هُوَ المركن سمى بذلك لنه يَجْعَل فِيهِ مَا يُخضب بِهِ. إيَّاكُمْ وخضراء الدمن. قيل: وَمَا ذَاك يَا رَسُول الله قَالَ: الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي منبت السوء.

ضرب ضرب الشَّجَرَة الَّتِى تنْبت فِي ملقى الزيل فتجىء مخضرة ناضرة وَلَكِن منبتها خَبِيث قذر مثلا للْمَرْأَة الجميلة الْوَجْه اللئيمة المنصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>