٠ - إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم مَا يُخرج الله من نَبَات الأَرْض وزهرة الدُّنْيَا. فَقَامَ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله وَهل يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ فَسكت سَاعَة وأرينا أَنه ينزل عَلَيْهِ فأفاق وَهُوَ يمسح عَنهُ الرحضاء وَقَالَ: أَيْن هَذَا السَّائِل فَكَأَنَّهُ حَمده فَقَالَ: إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيرِ وَلَكِن الدُّنْيَا حلوة خضرَة وَمِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر تَأْكُل حَتَّى إِذا امتدت خاصرتاها اسْتقْبلت عين الشَّمْس فثلطت وبالت ثمَّ عَادَتْ فَأكلت ثمَّ أفاضت فاجترت من أَخذ مَالا بِحقِّهِ بورك لَهُ فِيهِ وَمن أَخذ مَالا بِغَيْر حَقه لم يُبَارك لَهُ فِيهِ وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع.
زهر زهرتها: حسنها. خضرَة: خضراء ناعمة يُقَال أَخْضَر وخضر كَقَوْلِهِم: أَعور وعور. الْخضر: نوع من الجنبة واحته خضرَة وَلَيْسَ من أَحْرَار الْبُقُول وَلَا من بقول الرّبيع وَإِنَّمَا هُوَ من كلأ الصَّيف فى القيظ وَالنعَم لَا تستكثر مِنْهُ تستوبله قَالَ طرفَة: ... كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ إِذا ... أنْبَتَ الصيفُ عساليجَ الخَضِرْ ... حَبط بَطْنه: إِذا انتفخ فَهَلَك حَبطًا وحبط عمله حَبطًا بِالسُّكُونِ. يلم: يكَاد. أَرَادَ ( [٣٤٦] : أَن الدُّنْيَا مونقة تعجب الناظرين فيستكثرون مِنْهَا فتهلكهم كالماشية إِذا استكثرت من المرعى حبطت وَذَلِكَ مثل للمسرف: والمقتصد مَحْمُود الْعَاقِبَة كآكلة الْخضر. خَالِد كتب إِلَى عمر رَضِي الله عَنْهُمَا: إِن النَّاس قد انْدَفَعُوا فِي الْخمر وتزاهدوا الْجلد (٧) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute