٨ - وَعَن الْمُغيرَة رَضِي الله عَنهُ: أَنه كَانَ لَا يُصَلِّي فِي شدَّة الْمَسْجِد الْجَامِع يَوْم الْجُمُعَة مَعَ الإِمَام وَقيل: إِسْمَاعِيل السّديّ لِأَنَّهُ كَانَ تَاجِرًا يَبِيع الْخمر فِي سدة الْمَسْجِد. من قطع سِدْرَة صوَّب الله رَأسه فِي النَّار.
سدر السدر: شجر حمله النبق وورقه غسول. وَقَالَ الجاحظ: كَانُوا يتخذون بَين يَدي قصورهم السدر للغلة والظل وَالْحسن أَرَادَ سِدْرَة فِي الفلاة يستظل بهَا أَبنَاء السَّبِيل أَو فِي ملك رجل تحامل عَلَيْهِ [٣٦٤] ظَالِم فقطعها. أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْإِزَار فَقَالَ: سدد وقارب.
سدد من السداد وَهُوَ الْقَصْد أَي اعْمَلْ بِالْقَصْدِ فِيهِ فَلَا تسبله إسبالا وَلَا تقلصه تقليصا. وقارب أَي اجْعَلْهُ مقاربا وسطا بَين التشمير والإرخاء. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام رأى قوما يصلُّون قد سدلوا ثِيَابهمْ فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ الْيَهُود خَرجُوا من فهرهم.
سدل هُوَ إسبال الثَّوْب من غير أَن يضم جانبيه. فهرهم: مدرستهم الَّتِي يَجْتَمعُونَ فِيهَا قَالُوا: وَلَيْسَت عَرَبِيَّة مَحْضَة. أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا أَتَت عَائِشَة لما أَرَادَت الْخُرُوج إِلَى الْبَصْرَة فَقَالَت لَهَا: إِنَّك سُدَّة بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمته وحجابك مَضْرُوب على حرمته وَقد جمع الْقُرْآن ذيلك فَلَا تندحيه وسكَّن عقيراك فَلَا تصحريها الله من وَرَاء هَذِه الْأمة لَو أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعْهَد إِلَيْك عهد علتِ علتِ بل قد نهاك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الفرطة فِي الْبِلَاد. إِن عَمُود الْإِسْلَام لَا يُثَاب بِالنسَاء إِن مَال وَلَا يرأب بِهن إِن صدع حماديات النِّسَاء غض الْأَطْرَاف وخفر الْأَعْرَاض وَقصر الوهازة مَا كنت قائلة لَو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم