للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢ - أصل الطّعْم مَا يُؤَدِّيه ذوق الشَّيْء من حلاوة أَو مرَارَة أَو غَيرهمَا وَلما كَانَ كل معطوم بطعمه والمسيخ لَا طائل فِيهِ للطاعم وَلَا جدوى استعير لمَكَان الجدوى والعائدة فِي الشَّيْء وَمَا يكون الِاعْتِدَاد بِهِ والا كتراث لَهُ فَقَالُوا: فلَان لَيْسَ بِذِي طعم إِذا لم يكن لَهُ نفس وَلَا معرفَة وَلَيْسَ لما يَفْعَله فلَان طعم أَي لَذَّة ومنزلة فى الْقلب وَقَالَ: ... أيا من النَّفس لَا تَمُوت فَتَنْقَضِي ... غَناءٌ وَلَا تحيا حَيَاة لَهَا طعم ... الْمَلأ: الْأَشْرَاف. إِذا استطعمكم الإِمَام فأطعموه. أَي إِذا أُرتج عَلَيْهِ فَاسْتَفْتَحَ فافتحوا عَلَيْهِ وَهَذَا من بَاب التَّمْثِيل وَمِنْه قَوْلهم: استطعمني فلَان الحَدِيث إِذا أرادك على أَن تحدثه. نهى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى تطعم. يُقَال: أطعمت الشَّجَرَة إِذا أثمرت وبأرض فلَان من الشّجر المُطعم كَذَا وأطعمت الثَّمَرَة إِذا أدْركْت. وَالْمعْنَى: صَارَت ذَات طعم. وَمِنْه قَول ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ فِي وصف أهل آخر الزَّمَان: كرجرجة المَاء لَا تطعم. أَي لَا طعم لَهَا. قَالَ فِي زَمْزَم: إِنَّهَا طَعَام طعم وشفاء سقم. قَالَ ابْن شُمَيْل: أَي يشْبع مِنْهُ الْإِنْسَان يُقَال: إِن هَذَا الطَّعَام طعم أَي يشْبع من أكله وَيجوز أَن يكون تَخْفيف طعم جمع طَعَام كَأَنَّهُ قَالَ: إِنَّهَا طَعَام أَطْعِمَة كَمَا يُقَال: صل أصلال وسبد أسباد وَالْمعْنَى أَنَّهَا خير طَعَام وأجوده. الْخُدْرِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ كُنَّا نخرج صَدَقَة الْفطر على عهد رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَاعا من طَعَام أَو صَاعا من شعير. قيل: الطَّعَام الْبر خَاصَّة: وَعَن الْخَلِيل أَن الْغَالِب فِي كَلَام الْعَرَب أَنه هُوَ الْبر خَاصَّة. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن الله تَعَالَى إِذا أطْعم نَبيا طعمة ثمَّ قَبضه جعلهَا للَّذي يقوم بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>