للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٤ - وثنى لِأَن الْغَالِب أَن تفرخ فرخين. كلكُمْ بَنو آدم طفُّ الصَّاع لم يمْلَأ لَيْسَ لأحد على أحد فضل إِلَّا بالتقوى. وَلَا تسابو فَإِنَّمَا السبة أَن يكون الرجل فَاحِشا بذيًّا جَبَانًا.

طفف يُقَال: هَذَا طف الْمِكْيَال وطفافه أَي قرَابه وَهُوَ مَا قرب من ملئه. وَقَالَ الْمبرد: هُوَ مَا علا الجمام وإناء طفان كَقَوْلِك: قرْبَان وكربان وَالْمعْنَى كلكُمْ فِي الانتساب إِلَى أبٍ وَاحِد بِمَنْزِلَة متساوي الْأَقْدَام فِي النُّقْصَان والتقاصر عَن غَايَة التَّمام. وشبههم فِي نقصانهم بالمكيل الَّذِي لم يبلغ أَن يمْلَأ الْمِكْيَال. ثمَّ أعلم أَن التَّفَاضُل لَيْسَ بِالنّسَبِ وَلَكِن بالتقوى. وَنهى عَن التساب والتعاير بضعَة المنصب وَنبهَ على أَن السبة إِنَّمَا هِيَ أَن يتّضع الرجل بِفعل سمج يرتكبه نَحْو الْفُحْش وَالْبذَاء والجبن. وصف الدَّجَّال فَقَالَ: أَعور الْعين الْيُمْنَى كَأَن عينه عنبة طافية.

طفى هِيَ الْحبَّة الناتئة الْخَارِجَة عَن حد نبتة أخواتها. وكل شَيْء علا فقد طفا وَمِنْه قَول العجاج فِي صفة ثَوْر: ... إِذا تلَّقْته العقاقِيلُ طَفَا ... وَقيل: أَرَادَ الْحبَّة الطافية على متن المَاء. والحدقة العوراء الناتئة فِي المقلة الْقَائِمَة من أشبه شَيْء بهَا. ابْن عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا كره الصَّلَاة على الْجِنَازَة إِذا طفلت الشَّمْس.

طِفْل أَي دنت للغروب وَقل مَا بَينهَا وَبَينه وَاسم تِلْكَ السَّاعَة الطِّفْل اشتق من الطِّفْل لقلته وصغره. ذكر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبق الْخَيل. فَقَالَ: كنت فَارِسًا يَوْمئِذٍ فسبقت النَّاس حَتَّى طففت بِي الْفرس مَسْجِد بنى زُرَيْق.

<<  <  ج: ص:  >  >>