٠ - إِلَى الْمُقَوْقس فر ركب من قومه وَأَنه فِي مُنْصَرفه عدا عَلَيْهِم فَقَتلهُمْ وَأخذ حرائبهم قَالَ: وَالله مَا كلمت مَسْعُود بن عَمْرو مُنْذُ عشر سِنِين وَاللَّيْلَة ُأكَلِّمهُ فَخرج إِلَيْهِ فناداه عُرْوَة. فَقَالَ: من هَذَا فَقَالَ: عُرْوَة فَأقبل مَسْعُود بن عَمْرو وَهُوَ يَقُول: أطرقت عراهية أم طرقت بداهية
عرة [٥١٧] وَفِي هَذِه الْقِصَّة: إِن مَسْعُود بن عَمْرو قَالَ لِقَوْمِهِ: وَالله لكَأَنِّي بكنانة ابْن عبد يَا ليل قد أقبل تضرب درعه روحتي رجلَيْهِ لَا يعانق رجلا إِلَّا صرعه وَالله لكَأَنِّي بجندب بن عَمْرو قد أقبل كالسيد عاضا على سهم مفوقا بآخر لَا يُشِير بسهمه إِلَى أحد إِلَّا وَضعه حَيْثُ يُرِيد. قيل: أَصله عرائيه بِإِضَافَة العراء إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم وهاء السكت فأبدلت الْهمزَة هَاء أَي أطرقت أرضي وفنائي زَائِرًا كَمَا يطْرق الضيوف أم أُصبت بداهية فَجئْت مستغيثاً وَقيل إِنَّمَا هِيَ عتاهية وَهِي الْغَفْلَة أَرَادَ أوقعت هَاهُنَا غَفلَة بِغَيْر روية وَفِيه وَجْهَان آخرَانِ: الْوَجْه الأول أَن تكون مصدرا على فعالية من عراه يعروه إِذا زَارَهُ فأبدلت واوه همزَة ثمَّ الْهمزَة هَاء وَإِنَّمَا فعل هَذَا ليزاوج داهية. وَلَيْسَ هَذَا بأبعد من جمع الْغَدَاة بالغدايا لأجل العشايا وَمن الْمصير إِلَى مأمورة عَن مؤمرة لأجل مأبورة وَمن أشباه لَهما لَا يستبعد مَا ذكرنَا مستقريها وَالْمعْنَى على هَذَا الْوَجْه من السداد وَالصِّحَّة على مَا ترَاهُ. وَالْوَجْه الثانى أَن تكون عزاهية (بالراى) مصدرا من عزه يعزه وَهُوَ عزه إِذا لم يكن لَهُ أرب فِي الطّرق وَمَعْنَاهُ أطرقت بِلَا أرب وَلَا حَاجَة أم أصابتك داهية أحوجتك إِلَى الاستغاثة الروحة من الروَّح وَهُوَ تبَاعد صُدُور الْقَدَمَيْنِ وتداني العقبين يُرِيد إِن درعه كَانَت سابغة تبلغ ذَلِك الْموضع من رجلَيْهِ. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا سُئلت عَن العراك فَقَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى عَلَيْهِ وَسلم يتوشحنى وينال من رأسى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute