٠ - وَالنِّسَاء ينصر بَعضهنَّ بَعْضًا قَالَت عَائِشَة: مَا رَأَيْت مثل مَا تلقى الْمُؤْمِنَات لجلدها أَشد خضرَة من ثوبها وَسمع أَنَّهَا قد أَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ من غَيرهَا. قَالَت: وَالله مَالِي إِلَيْهِ من ذَنْب إِلَّا أَن مَا مَعَه لَيْسَ بأغنى عَنى من هَذِه وَأخذت هدبة من ثوبها فَقَالَ: كذبت وَالله يَا رَسُول الله إنى لأنفضها نفض الْأَدِيم وَلكنهَا ناشز تُرِيدُ رِفَاعَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَإِن كَانَ ذَلِك لم تحلي لَهُ حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته فأبصر مَعَه ابْنَيْنِ لَهُ فَقَالَ: أبنوك هَؤُلَاءِ قَالَ: نعم قَالَ: هَذَا الَّذِي تزعمين مَا تزعمين فوَاللَّه لَهُم أشبه بِهِ من الْغُرَاب بالغراب. وروى أَنَّهَا قَالَت: إِنِّي كنت عِنْد رِفَاعَة فطلقني فبتَّ طَلَاقي فَتزوّجت عبد الرَّحْمَن بن الزبير. وَإنَّهُ وَالله مَا مَعَه إِلَّا مثل هَذِه الهدبة وَأخذت هدبة من جلبابها. ضرب ذوق الْعسيلَة وهى تَصْغِير العسلة وَهِي تَصْغِير العسلة من قَوْلهم: كُنَّا فِي لحْمَة ونبيذة وعسلة مثلا لإصابة حلاوة الْجِمَاع ولذته وَإِنَّمَا صُغّر إِشَارَة إِلَى الْقدر الَّذِي يحلل وأرادت بِالْهبةِ الْمرة الْوَاحِدَة تَعْنِي أَن الْعسيلَة قد ذبقت بالوقاع مرّة. وَالْهِبَة: الْوَقْعَة يُقَال احذر هبة السَّيْف أَي وقعته. شبهت مَا مَعَه بالهدبة فِي استرخائه وَضَعفه. الجلباب: الرِّدَاء وَقيل: ثوب أوسع من الْخمار تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وصدرها. جعل جَاءَ عبارَة عَن المواقعة كَمَا جعل أَتَى وغشى. أبنوك هَؤُلَاءِ دَلِيل على أَن الِاثْنَيْنِ جمَاعَة. كَانَ فِي كَانَ ذَلِك تَامَّة بِمَعْنى وثبث. عَليّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ مر بِعَبْد الرَّحْمَن بن عتاب قَتِيلا يَوْم الْجمل فَقَالَ: لهفي عَلَيْك يعسوب قُرَيْش جدعت أنفي وشفيت نفسى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute