للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلك الثاني: في التركيز على إبطال معبودات المشركين، ومناقشتهم فيها مناقشة واضحة صريحة في تلك المعبودات التي لا تخلق ذبابة، ولا تستطيع أنْ تدفع عن أنفسها ضراً، ولا تجلب لها نفعاً، فضلاً عن نفع أو إضرار غيرها، وبيان أن تلك المعبودات ما هي إلاّ مجرد أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، وأنّها وليدة الظن والهوى.

وقد مر معنا أنّ من أصنام العرب المشهورة اللاتن والعزى، ومناة.. وعن مناقشتهم في هذه المعبودات قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى} ١.

قال محمد عزة دروزة: "والآيات هي الأولى من نوعها في احتوائها تعريضاً صريحاً بمعبودات العرب، وعقائدهم، ونقاشاً وحجاجاً وتسفيهاً وإفحاماً حول هذه العقائد "٢.

ومجادلة المشركين هنا هو أنه إذا كان المشركون يعظمون البنين


١ سورة النجم الآيات: ١٩-٢٣.
٢ التفسير الحديث ١/٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>