أما أضرار الشرك في الدنيا، فإنَّ الإسلام حينما يتصدى لمهاجمة الشرك ومحارته بجميع أشكاله وألوانه صغيره وكبيره، فإنَّ غايته من ذلك هو تحرير الإنسان من الخضوع والخنوع لأي مخلوق على ظهر هذه الأرض، لأن خضوع الإنسان للمتغير الذي يعتريه الفناء، معناه أنَّ الإنسان يصبح مضطرباً في التوجه والعبادة في حياته، ومضطرباً في غايته، وبالتالي فهو مضطرب في دوافع عمله وسلوكه.
فإذن فإن مهاجمة الإسلام للشرك، كانت لأجل أن يترفع الإنسان عن عبادة الناقص المتغير الفاني، إلى عبادة من له الدوام والاستقرار والكمال١.
إن الحياة التي يهيمن عليها الشرك، لهي حياة بهيمية، تعافها النفوس الزكية، وتأنفها الطبائع الإنسانية، فهذه المخلفات التي تتركها وراءها رواسب الشرك والوثنية، تعوق مسيرة الحياة، وتخالف السنن الكونية، تلك والله نتائج حرب الإبادة والتدمير لكافة القيم والمعاني الروحية
١ انظر: روح الدين الإسلامي لعفيف طباره ص: ٩٦ بتصرف يسير.