للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأصلية١.

إنَّ الإسلام حينما يبين فساد الشرك وبطلانه، وعدم الغفران لصاحبه إذا مات وهو مشرك، كما جاء ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} ٢.

فما ذلك إلاّ لأنَّ الشرك بالإضافة إلى كونه تنقص لرب العالمين، وصرف العبادة لمن لا يستحقها من المخلوقين، فإنّه وليد الخرافة والجهل، لأنه يجلبُ من المساوئ للمجتمع ما لا يجلبه شيء آخر، فهو إلى جانب مناقضته للعقل والمنطق، فإنه يجعل الأذهان طيّعة لقبول الأوهام والخرافات والأساطير التي تهدم كيانه وتضعفه وتقف حاجزاً دون رُقيّه وازدهاره.

يقول الدكتور خليل هراس: "أعجبني كلمة لبعض الباحثين في هذا الصدد، أثبتها هنا بنصها، يقول: إنّ أكبر الكبائر الإشراك بالله تعالى، لأنّ الشرك ظلمات بعضها فوق بعض، وحجب متلاطمة لا يقرّ لها قرار، فهو يجعل الإنسان عبداً للمخلوق، وهو لا يعبد المخلوق إلاّ جلباً لفائدة أو


١ انظر: مصرع الشرك والخرافة للشيخ خالد محمد الحاج ص: ١٧٤ بتصرف يسير.
٢ سورة النساء الآية: ١١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>