للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} ١.

ومنها ما يخبر الجني به من يواليه بما غاب عن غيره، مما لا يطلع عليه الإنسان غالباً ... ومنها ما يستند إلى ظن وتخمين وحُدس ... ومنها ما يستند إلى التجربة والعادة.

ومن هذا القسم الأخير ما يضاهي السحر، وقد يعتضد بعضهم في ذلك بالزجر والطرق والنجوم، وكل ذلك مذموم شرعاً "٢ا.?

ومن هذا يظهر لنا أن الكهانة تقوم على التخرص والتنبؤ ببعض الأمور الغيبية والسحر –كما عرفنا- يقوم على خفة اليد والحركة، ومهارة الساحر بإظهار أمور للناس على غير حقيقتها.

والمقارن بين طبيعة هذه الأعمال القائمة على الخداع والتمويه، والشعوذة وإدعاء علم الغيب، وبين شخصية محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين، يجد الفرق الواسع والبون الشاسع.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فالشياطين تنزل على من يحصل مقصودها بنزولها عليه، وهو المناسب لها في الكذب والإثم، فأما الصادق البار فلا يحصل به مقصود الشياطين، فإن الشيطان لا يتطلب الصدق والبر، إنما يتطلب الكذب والفجور، ومحمد صلى الله عليه وسلم


١ سورة الصافات الآية: ١٠.
٢ فتح الباري ١٠/٢١٦-٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>