للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا أن المتكلمين خالفوا ذلك لهوى في نفوسهم، فزعموا أن الإله هو القادر على الاختراع.

قال الشهرستاني: "إن أخص وصف الإله هو القدرة على الاختراع فلا يشاركه فيه غيره، ومن أثبت فيه شركة فقد أثبت إلهين". ١

وقال البغدادي: "واختلف أصحابنا – يعني الأشاعرة – في معنى الإله، فمنهم من قال: إنه مشتق من الإلهية وهي قدرته على اختراع الأعيان. وهو اختيار أبي الحسن الأشعري.٢

فهذا ما أوردوه في معنى ألإله، حيث فسروا معنى الإله بما يدل عليه معنى الرب، وتركوا ما دلت عليه اللغة من أن الإله هو المعبود والرب هو الخالق.

ثانياً: معنى "لا إله إلا الله":-

"لا إله إلا الله" كلمة التوحيد ورأس الإسلام،ومع ذلك لا يجد الناظر للمتكلمين فيها كلام ولا بيان إلا النزر اليسير، وقد أخطأوا في هذا النزر اليسير.

فأبو حامد الغزالي يقول: "أن كلمتي الشهادة – يعني لا إله إلا الله محمداً رسول الله – على إيجازها تتضمن إثبات ذات الإله، وإثبات صفاته وإثبات أفعاله وإثبات صدق الرسول صلى الله عليه وسلم" ٣

وفسر السنوسي الشهادة بأحد معنيين:

أحدهما: أن المراد بالإله المعبود الحق، وعلى هذا يكون معنى الشهادة: لا مستحق للعبودية في الوجود إلا الفرد الذي هو خالق العالم جل وعلا.


١ نهاية الأقدام في علم الكلام ص٩١.
٢ أصول الدين ص١٢٣.
٣ قواعد العقائد ص١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>