ومما يؤكد وجوب الالتزام بما ورد في الكتاب والسنة في هذا الباب خصوصاً وغيره من أبواب الدين عموماً عدة أمور:
١ - أن الله عز وجل غيب عنا فلم نره ولم نر شبيهاً له سبحانه وتعالى ولا مماثل فبالتالي سبيل معرفته سبحانه المعرفة الصحيحة التامة مسدودة إلا من طريق الوحي، فحاجتنا للوحي في هذا الباب من أعظم الحاجات، وقصور عقل الإنسان في الوصول إلى العلم التام الصحيح في هذا الباب ظاهر واضح, ويكفي أن ينظر الإنسان ويطلع على شيء من أقوال الفلاسفة١ في هذا فيجد كيف ضلوا في هذا الباب وأتوا بكلام هو غاية في السفه والتناقض, وصدق الله القائل:{وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}[طه١١٠] .
٢ - أنه لا يخبر عن الله عز وجل أصدق من الله عز وجل ولا أعلم وأحكم. قال جل وعلا:{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً}[النساء١٢٢] , {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً}[النساء٨٧] .
١ سبق أن ذكرنا قولهم ومن ذلك زعمهم أن الله عقل أوحد لا يتغير ولا يتحرك.