للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله وفيه: "وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة". ١

كما كثر عن الأئمة من علماء السلف التحذير من البدع، فمن ذلك:

ما روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال لما رأى جماعة في المسجد متحلقين وبين أيديهم حصى ورجل يقول: هللوا مائة فيهللون، ويقول: سبحوا مائة فيسبحون، فقال لهم رضي الله عنه: "والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحوا باب ضلالة"

وعن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: "أبغض الأمور إلى الله تعالى البدع، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور.٣

وروي عن حذيفة أنه قال: "اتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم، فلعمري لئن اتبعتموه فقد سبقتم سبقاً بعيداً، ولئن تركتموه يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً".٤

وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقول: "أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعدما جرت به سنته

ومن نظر في البدع علم أنها من أقبح الأعمال وأفسدها وأشدها خطراً على دين المرء، لما تتضمن من المعاني الفاسدة التي منها:

١ - أن الله تعالى قد أكمل الدين وأتم النعمة، فمن ابتدع بدعة فقد زعم أن الله تعالى لم يكمل الدين وانه ناقص وأنه يحتاج إلى بدعة المبتدع لتكميله

قال الإمام مالك رحمه الله: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد

زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة، لأن الله يقول {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ


١ سبق تخريجه ص٦.
٢ سنن الدارمي ١/٦٨. باب كراهية أخذ الرأي.
٣ سنن البيهقي ٤/٣١٦، باب الاعتكاف في المسجد.
٤ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ٢/٩٧.
٥ الشريعة ١/١٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>