للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} [المائدة٣] ١.

٢ - أن المبتدع مستدرك على الشارع ببدعته، فكأنه يرى أن ثمة طرق أخرى موصلة للحق لم يذكرها الشارع.

قال ابن مسعود رضي الله عنه لمن كانوا متحلقين يسبحون: "والذي نفسي بيده إنكم على ملة هي أهدى من ملة محمد صلى الله عليه وسلم أو مفتتحوا باب ضلالة"

قال عمر بن عبد العزيز: "فعليك بلزوم السنة فإن السنة إنما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق"

٣ - أن التشريع حق الله تعالى وحده، والمبتدع قد أنزل نفسه منزلة المشرع، وذلك بتشريعه شريعة لم يشرعها الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا تشبه بالمشركين قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى ٢١] .

كما أن من منهج السلف البعد عن أهل البدع والحذر منهم وعدم مجالستهم ومجادلتهم. يدل على ذلك ما روى الآجري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنه قال:

"لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب"٤.

وعن أبي قلابة ٥ رحمه الله قال: "لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإنني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم بعض ما لبس عليهم"٦.

فتجنب أهل البدع والحذر منهم منهج سلفي لما لهم من الخطورة على أغلى ما


١ نقلها الشاطبي في الاعتصام ١/٤٩، ٢/١٨ وعزاها إلى ابن حبيب عن ابن الماجشون عن مالك وانظر: منهج الإمام مالك في إثبات العقيدة ص ٩٩.
٢ سبق تخريجه ص ١٦.
٣ الشريعة للآجري ١/٤٤٤.
٤ الشريعة ١/١٩٦، وابن بطة في الإبانة ٢/٤٣٨.
٥ أبو قلابة، عبد الله بن زيد بن عمرو أو عامر، البصري، ثقة فاضل. مات بالشام هارباً من القضاء سنة أربع ومائة وقيل بعدها. انظر: التقريب ١/٤١٧.
٦ شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ١/٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>