للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة٣] الآية، ثم زعم الرافضي أن حديث الموالاة مروي في البخاري١.

وهذا من افتراءات الروافض.

أما الآية الأولى قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ} فلم يذكر أحد من العلماء أنها نزلت في الحج.

أما الآية الثانية وهي {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} فبالاتفاق أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفة كما روى ذلك البخاري ومسلم،وليس في غدير خم كما زعم الرافضي, فإن غدير خم مر به النبي صلى الله عليه وسلم بعد عودته من الحج وهو في طريقه إلى المدينة.

ومن كذب الرافضي أنه ادعى أن الحديث في البخاري وهو غير صحيح وإنما هو مروي عند الترمذي والإمام أحمد ولم يروه البخاري ولا مسلم.

- أما الحديث الثاني فقد رواه الإمام أحمد بسنده عن شريك بن عبد الله عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} قال: جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ثلاثين

فأكلوا وشربوا قال: فقال لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة وخليفتي في أهلي؟ فقال رجل لم يسمه شريك: أنت كنت بحراً من يقوم بهذا قال: ثم قال الآخر قال: فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي: أنا٢.

هكذا روى الحديث الإمام أحمد في المسند وهو حديث ضعيف, فإن عباد

ابن عبد الله الأسدي قال عنه في التقريب: ضعيف.

وقال عن المنهال بن عمرو: صدوق ربما وهم.

أما الأعمش فهو مدلس وفد عنعن الحديث.

وشريك بن عبد الله صدوق يخطيء كثيراً وتغير حفظه منذ ولي القضاء.


١ انظر: حق اليقين في معرفة أصول الدين ١/٢٧٤.
٢ المسند ١/١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>