للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمر لأن ذلك يعني انقطاع حبل الكذب عندهم فاخترعوا له ولداً وسموه محمد وزعموا أنه دخل السرداب وبقي فيه سبعين سنة ثم زعموا أنه اختفى وغاب غيبة لن يخرج منها إلا آخر الزمان فهل في العقول أسخف من تلك العقول التي تصدق بهذا الهراء والكذب.

والرافضة مع كذبهم وافتراءاتهم وتصديقهم للروايات المكذوبة يٌكَذِّبون بالحق ويردونه.

فهنا أدلة عديدة تدل على خلافة أبي بكر رضي الله عنه وخلافة عمر أيضاً يردها الروافض ويكذبون بها مع صراحتها وصحتها ووضوحها وأدلة أخرى تدل على مكانة أبي بكر رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرد لعلي رضي الله عنه مثلها منها.

أن الله عز وجل قال {إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة٤٠] .

فهذه خصيصة لأبي بكر لا يشاركه فيها أحد وقد عاب الله عز وجل أهل الأرض كلهم لعدم نصرتهم لنبيه ولم يخرج من ذلك إلا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأثبت الله له في هذه الآية الصحبة وأن الله ثالثهم بمعيته وحفظه ولطفه ونصره.

وما أسخف قول الرافضي حين يزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخذ أبا بكر معه لأنه كان خائفاً منه.

فهذا قول فاسد فإن الإنسان إذا خاف من شيء فإنه يفر منه، ولا يأخذه معه.

وهنا أدلة من السنة تدل على خلافة أبي بكر رضي الله عنه دلالة واضحة منها:

١ - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرض موته "مروا أبا بكر فليصل بالناس" ١.

ولما سمع صوت عمر يصلي بالناس قال عليه الصلاة والسلام "أين أبو بكر يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر" ٢.


١ أخرجه البخاري، الصحيح مع الفتح ١/١١٣.
٢ أخرجه أبو داود ٢/٢٦٦، والإمام أحمد في المسند ٤/٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>