للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكان أبو بكر رضي الله عنه يصلي بالناس إلى أن توفي رسول الله فهذا فيه إشارة واضحة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رشحه لخلافته حيث كلفه بالقيام والإمامة في أعظم أركان الإسلام وهي الصلاة وقد كان علي أمام ناظري النبي صلى الله عليه وسلم،فلو كان على ما زعم الروافض من الوصية له بالخلافة لأنابه عنه في الصلاة، ولكنه لم يفعل لأن جميع ما يدعيه الرافضة من الوصية هي من باب الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم.

٢ - وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه قال: "أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فأمرها أن ترجع إليه فقالت: يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك، قال أبي: كأنها تعني الموت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لم تجديني فأت أبا بكر" ١.

فهذا فيه إشارة واضحة إلى أن ولي الأمر بعده أبو بكر رضي الله عنه.

٣ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوباً ٢ أو ذنوبين وفي نزعه – والله يغفر له - ضعف ثم استحالت غرباً٣ فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقرياً ٤ من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن ٥" ٦.

فهذا فيه إشارة واضحة لخلافة أبي بكر وخلافة عمر رضي الله عنهما.

٤ - عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر" ٧.


١ أخرجه البخاري في الصحيح مع الفتح ٥/٥، ومسلم ٤/١٨٥٦.
٢ الذنوب: الدلو المملوء ماءاً وفي الحديث إشارة إلى قصر ولاية أبي بكر وهي سنتان وقليل.
٣ الغرب: هو الدلو العظيمة.
٤ العبقري: السيد.
٥ يعني أن الناس روو إبلهم وآووها إلى أماكن راحتها.
٦ أخرج الحديث مسلم ٤/١٨٦٠.
٧ أخرجه الترمذي ٥/٦٠٩، والإمام أحمد في المسند ٥/٣٨٥، ٤٠٢، وصححه الألباني في الأحاديث الصحيحة ٣/٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>