للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا أمران يجب التنبه لهما:

الأول: أن مراتبهم في الفضل كمراتبهم في الخلافة فأعلاهم مكانة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم أجمعين.

وهذا قول الجمهور وقد كان بعض أهل السنة يقدم عليا على عثمان رضي الله عنهما وهم أهل الكوفة،إلا أن أهل السنة بعدهم أجمعوا على أن ترتيب الصحابة في الفضل كترتيبهم في الخلافة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي وقد كان ابن عمر رضي الله عنه يقول: "كنا نخير بين الناس في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أبا بكر ثم عمر ثم عثمان"

وفي رواية عنه أنه قال: "كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي أفضل أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان"

أما أفضلية علي رضي الله عنه فيستدل لها بما ورد من الأحاديث التي دلت على فضله وأنه الذي تولى الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه فيدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة" ٣ وبخلافة علي ثم من بعده الحسن تكتمل الثلاثون سنة. ثم من بعد الخلفاء بقية العشرة المبشرون بالجنة ٤ ثم بقية الصحابة رضوان الله عليهم جميعا ولا يعدل بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد ولا يقاس بهم.

قيل لابن المبارك رحمه الله: "معاوية خير أو عمر بن عبد العزيز قال: تراب دخل في أنف معاوية رحمه الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز".

وسئل أبو أسامة حماد بن أسامة: "أيما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد"


١ أخرجه البخاري ٢/٤٣٠ أبو داود برقم ٤٦٢٧
٢ أخرجه أبو داود ٤٦٢٨ وابن أبي عاصم في السنة ٢/٥٥٢ وقال الألباني إسناده صحيح
٣ أخرجه الآجري في الشريعة ٢/٤٣١ حم ٥/٢٢٣ الترمذي ٢٢٢٧ وقال حديث حسن
٤ شرح الطحاوية ص: ٧٢٨
٥ أخرجهما الآجري في الشريعة ٣/٥٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>