للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني: أننا لا نغلوا في حبهم كما يغلوا الروافض في دعوى حبهم لآل البيت ولا نعتقد عصمة الصحابة ولا أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم, بل هم مثل غيرهم من البشر يخطئون ويذنبون إلا أننا نعتقد أن الله تبارك وتعالى يتجاوز عنهم بما سبق لهم من الفضل والعمل والطاعة لله والنصح لدين الله، وقد ذكرنا النصوص الدالة على رضى الله عز وجل عنهم وهو سبحانه لا يسخط عليهم بعد أن أعلن رضاه تعالى عنهم.١

ثالثا: الكف عما شجر بينهم فلا نذكر مساويهم ولا أخطاءهم وإنما ننشر محاسنهم وفضائلهم ونستغفر لهم كما قال الله عز وجل بعد أن ذكر المهاجرين والأنصار {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا} [الحشر١٠] قال ابن عباس رضي الله عنه: "لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإن الله عز وجل قد أمرنا بالاستغفار لهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون"

فنستغفر لهم ونترضى عنهم جميعا ولا نذكرهم إلا بالجميل ولا ندخل بينهم فيما وقع منهم حكاما ومحكوما فقد روى ابن سعد في طبقاته أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله سئل عن قتال يوم الجمل ويوم صفين وقيل له لو قلت فيها برأيك: قال: دماء لم أغمس فيها يدي أغمس فيها لساني؟ "٣

ونكف عن مساوئهم ولا نتنقص أحدا منهم البتة ومن تنقص أحدا منهم, فإنه متهم بالزندقة، قال عبد الملك الميموني سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: ما لهم


١ انظر إتحاف ذوي النجابة بما في القرآن والسنة من فضائل الصحابة، ص: ٤٩
٢ أخرجه اللالكائي في السنة ٧/١٢٥٠
٣ طبقات ابن سعد ٦/٢٤٨ عبد الله بن الإمام أحمد في السنة رقم ١٣٠٦ والحجة في باب المحجة ١/٥٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>