للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه الدعاوى التي يدعونها نأت وشطت بهم عن الكتاب والسنة، حيث لا يقيمون لا للكتاب ولا للسنة وزناً في مقابل تلك الدعاوى الفارغة.

قال داود الكبير بن ماخلا: "لا تقنع قط بسمعت ورويت بل شهدت ورأيت".

وقال أبو الحسن الشاذلي: "علوم النظر أوهام إذا قرنت بعلوم الإلهام".

وقال إبراهيم الدسوقي: "ومقصودي لجميع أولادي أن يكونوا ذائقين لا واصفين، وأن يأخذوا العلوم من معادنها الربانية، لا من الصدور والطروس، فإن القوم إنما تكلموا عما ذاقوا"١

ومن هذا الجنس كلام الغزالي في الإحياء عن علوم الأنبياء والأولياء فيقول:"فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر وفاض على صدورهم النور لا بالتعلم والدراسة والكتابة للكتب، بل بالزهد في الدنيا والتبري من علائقها وتفريغ القلب من شواغلها والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى "

الرد على الصوفية

الصوفية يستدلون على دعاويهم المخالفة للشرع بما يسمونه بالكشف.

وقد سبق أن بينا أن مرادهم بالكشف هو دعواهم أنهم يستندون على ما يؤيدون به دعاويهم المخالفة للشرع بما يبلغهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شفاها يقظة أو مناما أو الخضر ونحو ذلك.

وسنبين بطلان دعواهم فيما يزعمون في النقاط التالية:


١ مصادر التلقي عند الصوفية ص٢١٢.
٢ إحياء علوم الدين ٣/٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>