للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: دعواهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة.

دعوى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة دعوى مشتهرة عند الصوفية حيث يزعم كثير منهم الاجتماع به صلى الله عليه وسلم يقظة، فمن ذلك قول الغزالي عن أرباب الأحوال: "حتى إنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا يقبسون منها فوائد".

وقال محمد العربي التجاني: "رؤيته صلى الله عليه وسلم بعين الرأس في عالم الحس وما يتبعها من الأخذ عنه وسؤاله عما يعرض ومشاورته في الأمر ونحو ذلك كل ذلك ممكن عقلا ثابت نقلا....."

وقال الشعراني: "سمعت عليا الخواص يقول: لا يكمل العبد في مقام العرفان حتى يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم.."

وقال الدباغ: "الذي هو أفضل وأعز من دخول الجنة فهو رؤية سيد الوجود صلى الله عليه وسلم في اليقظة فهي أفضل من الجنة"١.

ومن ذلك أيضا ما ذكره علي حرازم عن شيخه أحمد التجاني أنه قال: "أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، قال لي: أنت من الآمنين وكل من رآك من الآمنين إن مات على الإيمان وكل من أحسن إليك بخدمة أو غيرها وكل من أطعمك يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب" ثم أجاز له ورده وضمن له أن من أخذ ذلك الورد التزمه وأحب التجاني ولم يسبه ولم يبغضه أنه في عليين. ٢.وغير ذلك.

ويدل على بطلان دعواهم رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة بعد موته ما يلي:


١ مصادر التلقي عند الصوفية، ص: ٢٢٥-٢٢٧.
٢ جواهر المعاني في فيض التجاني ١/١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>