للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القاضي أبو يعلى: "وأما حده في الشرع فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة"

وهذا هو ما عبر عنه السلف في تعريفهم للإيمان بقولهم: الإيمان قول واعتقاد وعمل. فالمراد بالقول قول اللسان وأعمال اللسان وما يقوم به من الطاعات من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن والدعوة إلى الله ونحوه. والمراد بالاعتقاد ما يقوم بالقلب من تصديق الله عز وجل ورسوله فيما أخبر واليقين بذلك ويدخل فيه أعمال القلوب من الحب والخوف والرجاء وسائر أنواع الطاعات المتعلقة بالقلب. والعمل يراد به أعمال الجوارح التي يتعلق بها الأعمال الدينية كالصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك. وقد يراد بالعمل عمل القلب فيشمل جميع الطاعات المتعلقة بالقلب، وعمل الجوارح والمقصود بها الأعمال المتعلقة بالجوارح.

والأدلة على ما قرره السلف كثيرة منها:

قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} [البقرة١٤٣] والمراد بالإيمان هنا هو الصلاة إلى بيت المقدس، لأن سبب نزول الآية أنه لما حولت القبلة إلى الكعبة كان هناك أناس من الصحابة ماتوا قبل تحويلها فلم يدروا ما يقولوا فيهم فأنزل الله عز وجل هذه الآية.٢

ومن الأدلة أيضا قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [.الحجرات١٥]


١ مسائل الإيمان ص١٥٢.
٢ صحيح البخاري، كتاب الإيمان ١/١٣

<<  <  ج: ص:  >  >>