للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: قول المرجئة في مسمى الإيمان وتعريفه:

المرجئة عموما أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ولهم في تعريف الإيمان أقوال هي:

١ - الجهمية: أتباع الجهم بن صفوان الذي كان يزعم أن الإيمان هو معرفة القلب، وأنه لا يتبعض ولا يتفاضل فيه أهله.١

٢ - الأشاعرة والماتريدية: قالوا إن الإيمان هو التصديق القلبي،ومنهم من قال إنه لا يزيد ولا ينقص كالباقلاني والجويني والرازي وعليه أكثر الماتريدية.٢

ومنهم من قال: إن التصديق القلبي يقبل الزيادة والنقصان من حيث القوة والضعف لوضوح الأدلة والبراهين عليه وقال بهذا الأيجي والغزالي.٣

٣ - أبو حنيفة وأصحابه: قالوا الإيمان هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان وهو لايزيد ولا ينقص. ووافقهم في هذا بعض الماتريدية.٤

٤ - الكرامية: قالوا إن الإيمان هو الإقرار باللسان دون القلب. ٥

فهذه الأقوال المشهورة في الإيمان وزيادته ونقصانه.

فجميع هذه الطوائف أخرجت العمل من مسمى الإيمان،فبالتالي أنكروا زيادة الإيمان ونقصانه، ومن قال بالزيادة والنقصان فإنما نظر إلى أن تصديق القلب يقوى ويضعف بقوة الأدلة ووضوح البراهين،وهذا وإن كان وجها في الزيادة


١ مقالات الإسلامين ١/٢١٤
٢ التمهيد للباقلاني، ص: ٣٨٨، الماتريدية ص: ٤٥٣، الإرشاد للجويني، ص:٣٣٥، المحصل للرازي، ص: ٥٧٠
٣ الملل والنحل للشهرستاني ١/٨٨، أصول الدين للبغدادي، ص: ٢٥٢، الاقتصاد في الاعتقاد ص:١٤١، قواعد العقائد ص: ٢٣٦، ٢٦٣، المواقف للأيجي ص:٣٨٨، مسائل الإيمان للقاضي أبي يعلى ص:٣٩٩
٤ الفقه الأكبر ص:٧٠، أصول الدين عند أبي حنيفة ص: ٣٥٤
٥ مقالات الإسلامين ١/٢٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>