للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنقصان في الإيمان إلا أنه ليس هو المقصود فقط في كلام السلف بل الزيادة والنقصان في كلامهم تقع على ما في القلب والجوارح.

أدلة المرجئة على إخراج العمل عن مسمى الإيمان.

يجمع المرجئة القول بعدم دخول الأعمال في الإيمان، لهذا أدلتهم منصبة على ما يدل على أن الإيمان في القلب دون الجوارح ومن أهم أدلتهم:

١ - أن الإيمان في اللغة هو التصديق، واستدلوا بقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا} [يوسف١٩] أي بمصدق لنا، وما دام الإيمان في اللغة التصديق فهو كذلك في الشرع. وهذا أهم أدلتهم، وهو عمدتهم في عدم دخول العمل في الإيمان.١

٢ - أن الله فرق بين الإيمان والعمل الصالح في آيات كثيرة مثل: {وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر١, ٢] وقالوا: العطف يقتضي المغايرة.٢

٣ - أن الله خاطب المؤمنين باسم الإيمان قبل أن يوجب عليهم الإعمال في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة١٨٣] .

الرد على استدلالات المرجئة:

١ - الرد على استدلال المرجئة باللغة:

إن الاستدلال باللغة غير صحيح لعدة أسباب:

أ - أن لفظ التصديق ليس مرادفا للفظ الإيمان لما يلي:


١ انظر: التمهيد للباقلاني ص٣٤٦، أصول الدين للبغدادي ص٢٤٧، تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد ص٤٦.
٢ انظر: شرح الفقه الأكبر ص٧٢، والأيجي في المواقف ص٣٨٥، تحفة المريد ص٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>