للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن لفظ الإيمان يتعدى باللام مثل "بمؤمن لنا" و"آمن له لوط" ويتعدى بالباء مثل "آمنا بالله"، أما لفظ التصديق فلا يتعدى باللام إلا نادرا وإنما يتعدى بنفسه مثل "صدقه" أو بالباء مثل "صدق به".

٢ - أن لفظ الإيمان يقابله لفظ الكفر فيقال "أمن به وكفر به" بخلاف لفظ التصديق فإنه يقابله لفظ التكذيب فيقال "صدقه وكذبه".

٣ - أن لفظ الإيمان لا يستعمل إلا في الخبر عن غائب، فيقال "آمن بالله وآمن بالملائكة"، وذلك لما في لفظ الإيمان من الائتمان. أما التصديق فيستعمل في الخبر عن الغائب والمشاهد فيقال لمن قال: الله موجود أو السماء فوقنا: صدق.

ب - أن لفظ التصديق ليس خاصا بالقلب وإنما ورد أيضا في العمل وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة: فزنا العين النظر وزنا اللسان المنطق والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك ويكذبه" ١.

وقال الحسن البصري رحمه الله: "ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقته الأعمال"

فقد أطلق لفظ التصديق على العمل في كلا الروايتين.


١ أخرجه البخاري ١١/٥١١، كتاب القدر، حديث رقم: ٦٦١٢
٢ أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان ص: ٣١ حديث رقم: ٩٣، والخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل ص: ١٧٧ حديث رقم: ٥٦

<<  <  ج: ص:  >  >>