للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الإسلام.١

٦ أن المراد ليس الكفر الأكبر، وإنما هو كفر دون كفر.

ومما يدل على صحة هذا، أن الشارع ورد عنه تقسيم بعض هذه التسميات إلى قسمين، وذلك مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر..". فدل هذا على أن الشرك شركان أكبر وأصغر.

وكذلك ما ورد من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام٨٢] شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك،ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان١٣] ٢

فهذا دليل على أن الظلم ظلمان، ظلم دون ظلم، وهو ظلم العبد لنفسه بالذنوب، وظلم عظيم وهو الشرك.

ومن هذا قوله عليه الصلاة والسلام من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: "أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً،ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا أئتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر". ٣


١ بهذا قال البخاري رحمه الله، حيث بوب في الصحيح: باب المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك. انظر فتح الباري ١/٨٤. وهو قول أبي عبيد القاسم بن سلام في كتابه الإيمان ص٩٦.
٢ أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء. انظر صحيح البخاري مع الفتح ٦/٥٣٧.
٣ أخرجه البخاري في كتاب الإيمان. انظره مع الفتح ١/٨٩

<<  <  ج: ص:  >  >>