لم يكن إعدادي لهذا الكتاب قريب المتناول، سهل المرام، ولم أُنجز أمرها عفوًا صفوًا، لا تجشّمت فيه مشقّة، ولا خضتّ فيه غَمْرَة، بل اعترض بعض مراحل إعدادها، وإنجاز عدد من فصولها أمور منيعة المطلب، صعبة المرام، وقد تجاوزتها بفضل من الله، وتوفيق، بعد بذل الأسباب المعينة على ذلك ... ومن أهمّ هذه الصّعوبات، وأبرزها:
أولاً: عدم وجود ترجمة وافية لأبي القاسم المهروانيّ رحمه الله عند من ترجم له من أصحاب الكتب والمصنّفات، فنظرت في كتب التّواريخ عموما والتراجم والوفيّات خصوصا وكتب الفهارس، والمشيخات، وبعض مادّة كتابه هذا (المهروانيّات) كالأسانيد، وطباق السّماعات حتّى أخرج بترجمة وافية، مستقصية، تُوْفِيه حقّه، وتُبْرِز نجمه يرحمه الله.
ثانيا: كثرة المؤلّفات، والمصنّفات في الفوائد الحديثيّة، وتَفرّق مخطوطاتها في بقاع مختلفة، وبلدان متباينة، ومن أجل استيعاب الموجود منها حَسْب القدرة والوقوف عليها ودراستها قمت بزيارة العديد من المكتبات الخاصّة، والعامّة داخل هذه البلاد حرسها الله وخارجها ...
فمكثت أكثر من أربعة أشهر متوالية أتردّد على مركز المخطوطات التّابع للجامعة الإسلاميّة أكثر أيّام الأسبوع، وقمت بعد ذلك بمطالعة مخطوطات مكتبة المسجد النّبوي الشّريف، فالمكتبات المضمومة إلى مكتبة الملك عبد العزيز يرحمه الله كالمكتبة المحموديّة، ومكتبة عارف حكمت يرحمه الله وغيرهما.
ثمّ ارتحلت بعد ذلك إلى مكّة المكرّمة شرّفها الله أربع مرّات