(٢) لثقته، وإتقانه ... وهذه تقوية نسبيّة لطريق أبي نعيم مقابل طرق الحديث الأخرى، إذ الحديث لا يصحّ لا مرفوعا، ولا موقوفا، ولا مرسلاً، فهو من حديث حذيفة كما هنا فيه: ابن عقدة متكلّم فيه، وشيخه يونس بن سابق مجهول، وحفص ابن عمر أطلق أبو حاتم فيه الكذب، وابن أبي النّجود صدوق له أوهام. وهو ممّا تقدّم من طرق عن ابن مسعود مدارها على عمرو بن غياث، وهو منكر الحديث، واتّهمه ابن حبان، أضف إلى ذلك أنّه من شيوخ الشّيعة، والحديث ممّا يوافق بدعته، وهذا ممّا يزيده وهنا على وهن ... وتابع عمرًا في روايته عن عاصم: تَلِيد بفتح، ثمّ كسر بن سليمان الأعرج، روى حديثه ابن شاهين في: (فضائل فاطمة ص/٢٦ رقم الحديث/١٢) عن ابن عقدة عن محمَّد بن عبيد بن عتبة عن محمَّد بن إسحاق البلخيّ عن تليد به بمثله ... وفيه إضافة لابن عُقْدة: محمَّد بن إسحاق البلخيّ، ضعيف لا يوثق به (انظر: تأريخ بغداد ١/٢٣٤ ٢٣٦) . وَتليد بن سليمان ضعيف، ترك بعضهم الرّواية عنه، وهو مع ذلك رافضيّ يشتم أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وروى في فضل أهل البيت عجائب وهذا منها ... (انظر: المجروحين لابن حبّان ١/٢٠٤، وتهذيب الكمال ٤/٣٢٠ ت/٧٩٨) . هذا، وللحديث شاهد رواه الطّبرانيّ في: (المعجم الكبير ١١/٢١٠ ورقمه/١١٦٨٥) عن أحمد بن مابهرام الأيذجيّ عن محمَّد بن مرزوق عن إسماعيل بن موسى الأنصاريّ عن صيفيّ بن ربعيّ عن عبد الرّحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عبّاس مرفوعا، بنحوه ... والأيذجيّ لم أجد له ترجمة إلاّ في: (الأنساب للسّمعانيّ ١/٢٣٧) وَ (معجم البلدان لياقوت ١/٢٨٨) ولم يذكرا فيه جرحا، ولا تعديلاً. وإسماعيل بن موسى مجهول (كما نقله ابن أبي حاتم في: الجرح ٢/١٩٦) عن أبيه. ومِمّا سبق يتبين أنّ الحديث ضعيف جدّاً من حديث حذيفة، ولايصحّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حديث ابن عبّاس، أوغيره والله أعلم.