للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: حدَّثنا وَكِيعٌ عَنْ أَبي بكر الهُذَليّ (١) عَنْ قَتَادَةَ (٢) قَالَ: أَخذ ابْنُ عبّاس بِطَرْفِ لِسَانِهِ يَلُوْكه (٣) ، فَقَالَ: "قُلْ خَيراً تَغْنَمْ، أَوْ أُسْكَتْ تَسْلَم" (٤) .


(١) في (أ) : "الذّهليّ"، وما أثبتّه من: (ج) ، وهو الصّواب.
وهو: سُلمي بن عبد الله وقيل اسمه: روح البصريّ قال ابن معين في: (التّأريخ رواية: الدّوريّ ٢/٦٩٧) : "ليس بشيء"، وكذّبه غندر (كما في: الجرح والتعديل ٤/٣١٣ ت/١٣٦٥) ، واتّهمه ابن حبّان في: (المجروحين ١/٣٥٩) . وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/٦٢٥ ت/٨٠٠٢) : "أَخْبَاريّ، متروك الحديث". روى له: ق. ومات سنة: سبع وستّين ومائة.
(٢) هو: ابن دعامة، تقدّمت ترجمته انظر ص/٦٠٥.
(٣) من (اللّوك) : أهون المضغ، ويطلق أيضا ويراد به: إدارة الشيء في الفمّ. انظر: النّهاية (باب: اللاّم مع الواو) ٤/٢٧٨، ولسان العرب (حرف: الكاف، فصل: اللاّم) ١٠/٤٨٤.
(٤) الأثر رواه: وكيع في: (الزّهد ٢/٥٥٠ برقم/٢٨٦) ، وهو من هذا الطّريق عن ابن عبّاس فيه: أبو بكر الهذليّ، وهو متروك (كما تقدّم أعلاه) .
وقتادة لم يسمع من ابن عبّاس (انظر: المراسيل لابن أبي حاتم ص/١٣٩ ت/٣١٠، وجامع التّحصيل للعلائي ص/٢٥٤ ت/٦٣٣) .
وللأثر خمسة طرق أخرى عن ابن عبّاس:
أوّلها: طريق سعيد بن جبير رواها: الإمام أحمد في كتابيه: (الزّهد ص/٢٧٨ ورقمها/١٠٤١، وفضائل الصّحابة ص/٩٥٢ ورقمها/١٨٤٤) عن ابن مهديّ عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصّهباء عنه به، بنحوه، وابن أبي جعفر ضعيف (انظر: ... الكاشف ١/٣٢٢ ت/١٠١٧) .
والثّانية: طريق مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت ص/٢٥٩- ٢٦٠ ورقمها/٤٤٢) عن الحسن بن الصّبّاح عن إسحاق بن منصور السّلوليّ عن عبد السّلام بن حرب عن سعيد الجريريّ عنه به، بنحوه، مطوّلاً
وعبد السّلام بن حرب له مناكير (انظر: التّقريب ص/٣٥٥ ت/٤٠٦٧) .
والجريريّ اختلط، ولا يُدْرى متى سمع منه عبد السّلام (انظر: الكواكب النّيّرات ص/١٧٨ ت/٢٤) .
ولم أقف على ما يدلّ أنّ مطرّفا سمع من ابن عبّاس والله تعالى أعلم.
والثّالثة: طريق إسماعيل بن مسلم البصريّ العبديّ رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/٥٩ ورقمها/٤٥) عن إسحاق بن إسماعيل (هو: الطّالقانيّ) عن سفيان (هو: ابن عيينة) عنه به، بنحوه
وهذا إسناد رجاله ثقات، إلاّ أنّ إسماعيل بن مسلم لم يسمع من ابن عبّاس، عدّه الحافظ في: (التّقريب ص/١١٠ ت/٤٨٣) من الطّبقة السّادسة، ولا يَثْبت لأصحابها لقاء أحد من الصّحابة (كما ذكره في المقدّمة ص/٧٥) والله تعالى أعلم.
والرّابعة: طريق عنبسة الخوّاص رواها: ابن أبي الدّنيا في: (الصّمت أيضا ص/٣٢٠ ورقمها/٥٧٩) عن أزهر بن مروان عن جعفر بن سليمان عنه به، بنحوه
وأزهر، وجعفر صدوقان (كما في: التّقريب ص/٩٨ ت/٣١٢، ص/١٤٠ ت/٩٤٢) ، والخواص لم أقف على ترجمة له.
والخامسة: رجل عنه رواها: ابن المبارك في: (الزّهد ١/٣٣٩ رقمها/٣٥٤) ومن طريقه: الإمام أحمد في فضائل الصّحابة (ص/٩٥٢ ورقمها/١٨٤٦) ، عنه وعن عبد الوهّاب بن عبد المجيد، وفي: الزّهد (ص/٢٧٩ برقم/١٠٤٥) عن عبد الوهّاب فقط، وابن أبي عاصم في: (الزّهد والصمّت [٢/ب] ) ومن طريق أحمد في الزّهد: أبو نعيم في: (الحلية ١/٣٢٧- ٣٢٨) عن سعيد بن إياس الجريريّ عنه به، بنحوه أيضا
ولعّل الرّجل المبهم هنا هو: مطرّف بن الشّخّير؛ فإنّه تقدّم معنا (ص/٨١١) أنّ ابن أبي الدّنيا رواه من طريق عبد السّلام بن حرب عن الجريريّ عن مطرّف عن ابن عبّاس به.. فإن كان هو فهذا إسناد صحيح، عبد الوهّاب بن عبد المجيد سمع من الجريريّ قبل الاختلاط (انظر: الكواكب النّيّرات ص/١٨٣ ت/٢٤) .
وفي معنى الأثر عدّة أحاديث مرفوعة منها:
حديث أبي شريح الخزاعيّ رضي الله عنه بلفظ: "مَنْ كانَ يُؤمنُ بالله، وَاليومِ الآخرِ فَليقُل خَيرًا، أوْ ليسْكُت" رواه البخاريّ في: (كتاب: الرّقاق، باب: حفظ اللّسان) ٨/١٨٠ ورقمه/٦٣.
ومسلم في: (كتاب: الإيمان، باب: الحثّ على إكرام الجار والضّيف، ولزوم الصّمت إلاّ عن الخير، وكون ذلك كلّه من الإيمان) ١/٦٩ ورقمه/٤٨.
ونحوه حديث أبي هريرة رضي الله عنه رواه: البخاريّ في الموضع المتقدّم نفسه برقم (٦٢) .
ومسلم في الموضع المتقدّم نفسه أيضا (١/٦٨) ورقمه/٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>